يحلم اللبنانيون بأن يصبح بلدهم الأغنى في الشرق الأوسط عندما يبدأ استثمار موارده الغازية الكامنة في مياه البحر الأبيض المتوسط.


ومنذ اكتشاف الغاز في هذه المياه في عام 2010، روج المسؤولون اللبنانيون لهذا الملف باعتباره الحل السحري لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية.

لكن المسار الذي يسلكه هذا الملف، منذ انطلاقته، يثير شكوكاً جدّية حول إمكانية تحقيق هذا الحلم.

فبعد سنوات من المفاوضات، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما يعرقل استخراج الغاز.

وفي ظل الأزمة السياسية التي يعاني منها لبنان، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق قريب ضئيلة.

 

المخاطر المتعددة

حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود، فإن استخراج الغاز اللبناني يواجه العديد من المخاطر.

تقدر تكلفة استخراج الغاز في لبنان بنحو 10 مليارات دولار.

 قد يؤدي استخراج الغاز إلى تلوث البيئة البحرية في المنطقة.

وقد يؤدي استخراج الغاز إلى مزيد من التوترات بين لبنان وإسرائيل.

 

هل اللبنانيون أمام سراب؟

في ظل هذه المخاطر، يطرح السؤال نفسه: هل اللبنانيون هم فعلاً أمام ثروة ستنقلهم من الانهيار إلى الازدهار، أم إنّهم يهرولون وراء سراب؟

يرى بعض الخبراء أن الغاز اللبناني قد يكون ثروة حقيقية لللبنانيين، إذا تم استثماره بشكل صحيح.

ويرى هؤلاء الخبراء أن من الضروري معالجة المخاطر المذكورة أعلاه، من أجل ضمان نجاح هذا المشروع.

أما البعض الآخر، فيرى أن الغاز اللبناني لن يكون سوى سراب، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود ومعالجة المخاطر البيئية والسياسية.

 

المستقبل المجهول

في النهاية، لا يزال مستقبل الغاز اللبناني مجهولاً.

فإذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود ومعالجة المخاطر المذكورة أعلاه، فإن الغاز اللبناني قد يكون ثروة حقيقية لللبنانيين.

أما إذا لم يتم تحقيق هذه الشروط، فإن الغاز اللبناني قد يكون مجرد سراب، لن يحل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان.


المصدر : الشفافية نيوز