يمكن القول أن الحل في سوريا يتطلب جهودًا شاملة ومستدامة من قبل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والثوار والمعارضة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي. يجب أن يكون هناك التزام حقيقي بالحوار والتفاوض وتقديم تنازلات من أجل إيجاد حل سياسي يلبي احتياجات الشعب السوري ويضمن استقرار المنطقة.


كتب نائب رئيس الائتلاف السوري السابق الاستاذ اياد قدسي:

 

بناءً على استعراض وجمع المعلومات للواقع الحالي، يمكن القول أن الحل في سوريا قد يستفيد من العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا على جميع المستويات. يتأثر التوصل إلى حل في الأزمة السورية بتلك العلاقة المعقدة والصراعات الإقليمية في المنطقة. تعزز الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا وأوكرانيا من خلال التدخل العسكري والنفوذ الإقليمي لكلا البلدين في المنطقة. قد تؤثر العقوبات المفروضة على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا على دورها وتأثيرها في سوريا. يمكن أن يستخدم البعض الأزمة السورية كوسيلة للضغط على روسيا في قضية أوكرانيا او غيرها. يتبقى مصير بشار الأسد موضوعًا مثيرًا للجدل في الساحة السياسية العالمية، حيث تختلف الآراء حول ما إذا كان يجب أن يتنحى عن السلطة أم يستمر في قيادة سوريا. تقدمت العديد من المبادرات والخطط لحل الأزمة في سوريا، ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الصراع حتى الآن. بالتالي، يتوقف مصير بشار الأسد على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات السياسية والعسكرية في سوريا والتدخل الخارجي والتفاوض الدبلوماسي.

علاوة على ذلك، هناك أيضًا تحديات خاصة تتعلق بإشراك المجتمع الدولي والدول الإقليمية في عملية السلام في سوريا. يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والدول العربية والإقليمية مثل تركيا وإيران والسعودية وقطر. يجب أن يتم تحقيق توافق وتعاون بين هذه الدول من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا.

يجب أن يشمل أي حل في سوريا تلبية الاحتياجات والمطالب الشعبية، بما في ذلك الحصول على حقوق الإنسان والعدالة والمساواة. يجب أن تتضمن عملية السلام في سوريا أيضًا إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة وتوفير الخدمات الأساسية للشعب السوري.

بشكل عام، يجب أن يكون للحل في سوريا نهج شامل يتضمن الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. يجب أن تعمل الأطراف المعنية بجد لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا وتجاوز الخلافات السياسية والجغرافية والطائفية. على المجتمع الدولي أن يتعاون بشكل وثيق من أجل إيجاد حل سياسي للصراع وتهدئة التوترات الإقليمية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تشمل عملية السلام في سوريا مشاركة جميع الأطراف المتنازعة، بما في ذلك الحكومة السورية والثوار والمعارضة المسلحة والمجتمع المدني، في عملية صياغة الحل السياسي. يجب أن يكون هناك إرادة حقيقية للحوار والتفاوض من جميع الأطراف المعنية، وتقديم تنازلات وحلول مبنية على مصلحة الشعب السوري.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم تحقيق العدالة والمساءلة لجميع الجرائم التي تمت في سوريا، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم الحرب. يجب أن تقوم الأطراف الدولية بدعم جهود المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديم العدالة للضحايا.

موضوع المعتقلين السياسيين في سجون الأسد هو موضوع حساس ومثير للجدل. هناك تقارير وشهادات عديدة تفيد بوجود تعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في سجون النظام السوري. تشير هذه التقارير إلى احتجاز آلاف الأشخاص بدون محاكمة عادلة أو سبب قانوني واضح، واستخدام التعذيب والقسوة الجسدية والنفسية بحق المعتقلين مع عدم اغفال تطبيق مبدأ العدالة الانتقالية. 

منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمجتمع الدولي قد دعوا إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حول هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. ومع ذلك، لا يزال الوضع غير واضح ويفتقر إلى الشفافية بسبب قلة الوصول إلى تلك السجون وتقييد الحرية الصحفية في سوريا.

من الضروري أن يتم التعامل مع قضية المعتقلين السياسيين في سوريا بجدية وتوفير الحماية لحقوق الإنسان وإنهاء استخدام التعذيب والاحتجاز التعسفي.

أيضًا، يجب أن يتم تعزيز الجهود الإنسانية لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب السوري المتضرر من النزاع. يجب أن تقدم المجتمع الدولي الدعم اللازم للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للعمل في توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم للمتضررين.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا أن يتم توفير الدعم الاقتصادي وإعادة الإعمار لسوريا بعد انتهاء النزاع. يجب على المجتمع الدولي المساهمة في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة ودعم تحسين الظروف المعيشية للسوريين. هذا سيساعد في تعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد وتوفير فرص عمل للشباب والمجتمع بأكمله.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم تطوير وتعزيز الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لتسوية النزاع في سوريا. يجب على الدول الراعية للسلام والجهات المعنية أن تعمل معًا لتحقيق تفاهمات سياسية وتوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام. يجب أن يتم تشجيع الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف لتجاوز الخلافات والتوصل إلى حلول سلمية.

أخيرًا، يجب أن يتم تعزيز العلاقات والتعاون بين جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم الثقافية والاجتماعية. يجب أن يتم تعزيز التسامح والاحترام المتبادل وتعزيز الوحدة الوطنية والتعايش السلمي. يجب أن تتخذ الحكومة والمجتمع المدني إجراءات لتعزيز التضامن والتعاون بين الأعراق والأديان المختلفة في سوريا.

باختصار، تحقيق السلام في سوريا يتطلب جهودًا شاملة ومستدامة من قبل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والثوار  والمعارضة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي. يجب أن يكون هناك التزام حقيقي بالحوار والتفاوض وتقديم تنازلات من أجل إيجاد حل سياسي يلبي احتياجات الشعب السوري ويضمن استقرار المنطقة.

في النهاية، يجب أن يتم تحقيق السلام في سوريا من خلال حل سياسي شامل يلبي احتياجات الشعب السوري ويضمن استقرار المنطقة. يجب أن يكون هناك التزام حقيقي ومستدام من قبل جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف ووضع نهاية للأزمة السورية.


المصدر : الشفافية نيوز