في سماء الفضاء على بعد 330 ميلاً من سطح الأرض، يتواجد قمر اصطناعي تجاري أُطلق عام 2022، يُضيء سماء الليل بشكل أكبر من أغلب النجوم، مما يثير قلق علماء الفلك ويعيق عمليات جمع البيانات الفلكية.


تم تطوير هذا القمر الاصطناعي بواسطة شركة "سبيس موبايل"، التي تتخذ من ولاية تكساس الأمريكية مقرًا لها، ويحمل اسم "بلو ووكر 3"، وذلك بهدف تقديم خدمة اتصالات هاتفية متطورة عبر القارات.

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر"، يُعتبر هذا القمر الاصطناعي واحدًا من "أكبر 10 أجسام ساطعة في السماء"، حسبما أكد سيغفرايد إيغل، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، وأضاف: "القمر الاصطناعي يعتبر واحدًا من أكبر 10 أجسام ساطعة في السماء، إذا ما تم مقارنته بالشمس والنجوم. هذا الأمر غير مُصدق".

تمت مراقبة سطوع القمر الاصطناعي على مدى 130 يومًا، وأظهرت النتائج أن مشكلته الرئيسية تكمن في حجمه الكبير، حيث تبلغ مساحة هوائياته حوالي 64 متر مربع، مما يسمح له بعكس كميات كبيرة من الضوء نحو الأرض، مما يجعله يبدو مشعًا بشكل استثنائي.

هذا اللمعان القوي يعيق جهود علماء الفلك ويعوق عملياتهم في جمع البيانات الفلكية، ويخفي الأجسام الكونية الهامة التي توجد بالقرب من كوكب الأرض.

سيغفرايد إيغل أشار إلى أن كل قمر اصطناعي تابع لستار لينك يكون أكثر سطوعًا بمعدل 10 مرات من المستوى المأمول لعلماء الفلك، مما يجعله تحديًا حقيقيًا لأنشطة الرصد الفلكي.

مع هذه التحديات الجديدة، تجري حالياً محاولات للتعامل مع مشكلة القمر الاصطناعي اللامع، بما في ذلك مبادرات من قبل شركة "سبيس إكس"، التي تمتلكها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك. ومن المخطط أن تطلق "سبيس إكس" نحو 40 ألف قمر اصطناعي خلال السنوات القادمة، مما قد يزيد من تعقيد المشكلة.

بالنظر إلى هذا التطور، يبدو أن العلماء وصناع الأقمار الاصطناعية سيواجهون تحديات كبيرة للمحافظة على شفافية السماء الليلية وتسهيل عملية الرصد وجمع البيانات الهامة من الفضاء.


المصدر : الشفافية نيوز