في سياق الأحداث الصادمة التي شهدتها إسرائيل وفلسطين مؤخرًا، وعلى وقع التوترات العنيفة بين الجانبين، يعيش العديد من الإسرائيليين لحظات قلق لمعرفة مصير أحبائهم وأقاربهم الذين ربما فُقدوا جراء الهجمات التي شنتها حركة حماس. تلك اللحظات دفعت البعض منهم إلى اللجوء إلى التحليل الجيني واستخدام الحمض النووي كوسيلة للعثور على من فُقدوا .


في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس، توجه مئات الإسرائيليين إلى مركز للشرطة للحصول على معلومات عن مصير ذويهم المفقودين.

ورغم أن إسرائيل اعتادت على الحروب منذ عقود، إلا أن الهجوم متعدد المحاور الذي شنته الحركة المدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية، أخذها على حين غرة. وأسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

ولا يزال العدد الفعلي للمفقودين غير معروف، ويُعتقد أنه قد تم نقل العديد منهم إلى غزة بعد خطفهم. ومن بين المفقودين أطفال صغار وآخرون لا يزالون مختبئين في قرى إسرائيلية محاصرة.

وتحدثت إحدى الأمهات مع رويترز، شرط عدم الكشف عن هويتها، بعد أن أعطت مركز الشرطة عينة من حمضها النووي وسلمت فرشاة بها بصيلات شعر لابنها الذي كان في حفل راقص في الهواء الطلق اقتحمه مسلحو حماس. وقالت: "آخر ما سمعناه منه أنه كان في اتصال من السيارة قال فيه إنه يحاول الهرب وإنهم يطلقون النار عليه... أبذل كل ما في وسعي لمعرفة ما حدث".

وخارج مركز الشرطة، وقف رجل لأداء الصلوات مع حاخام بينما كانت خطيبته تقدم بلاغا عن فقد شقيقها.

وقال يوني آشر، الذي عاد إلى منزله في وسط إسرائيل بعد العديد من المحاولات الحثيثة للحصول على المساعدة من السلطات، إن زوجته كانت تزور والدتها في نير عوز، بالقرب من الحدود مع ابنتيهما الصغيرتين عندما شنت حماس هجومها. وأضاف: "أخبرتني زوجتي أن الإرهابيين موجودون في المنزل"، ثم انقطعت المكالمة.

وتمكن آشر في وقت لاحق من تحديد موقع هاتفها المحمول من خلال حسابها على "غوغل" والذي كان في مدينة خان يونس بقطاع غزة. وقال إنه شاهد مقطعا مصورا انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر نقلهم إلى غزة.

وأضاف: "لقد تعرفت بالتأكيد على زوجتي ووالدتها وابنتي اللواتي كن على متن إحدى العربات، وكان إرهابيو حماس يحيطون بهن من كل جانب". وأضاف: "ابنتاي الصغيرتان في عمر خمس وثلاث سنوات... لا أعرف بأي ذنب تم أسرهما ولا أعرف ماذا حدث لهما".