لا يزال السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل مخترقًا وخارج السيطرة الكاملة، بعد مرور يومين على هجوم مقاتلي حركة حماس على مدن ومستوطنات غلاف غزة، مكبّرين بذلك التحدي الأمني الذي تواجهه إسرائيل. وقد تمكن مقاتلو حماس من اختراق الجدار "الذكي" الذي أقامته إسرائيل لتأمين الحدود ومنع اختراقها لمدة تزيد على 15 عامًا.


لا يزال السياج الحدودي مع غزة مخترقا وخارج السيطرة الكاملة، بعد مرور يومين على هجوم مقاتلي حركة حماس على مدن ومستوطنات غلاف غزة، مخترقين الجدار "الذكي" الذي أنشأته إسرائيل لتطويق القطاع المحاصر منذ 15 عاماً.

لكن كيف اخترق مقاتلو حماس هذا السياج رغم مواصفاته الأمنية المتطورة، خصوصاً أنه صمم لكشف أي اخترق أو أعمليات محتملة لحفر أنفاق جديدة، لاحتوائه على أجهزة استشعار تكشف حتى دبيب النمل.

لم يستعملوا الأنفاق

المعلومات المتوافرة حتى اللحظة تتحدث عن أن مقاتلي الحركة لم يستعملوا الأنفاق في عملية "طوفان الأقصى" بل عبروا من البر والجو ليصلوا إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية في اختراق أمني وإخفاق استخباراتي إسرائيلي واضح.

فقد اخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، بالجرافات السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.

كما فتحوا كوات في بعض أجزائه بعد تعطيل عدد من شبكات الاستشعار، والتشويش على الاتصالات بين مراكز القوات الإسرائيلية القريبة منه والقيادة، وفق ما أفادت معلومات العربية.

وقال مصدر مطلع إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض.

فيما حلقت فوق الجدار الإلكتروني الذكي الطائرات الشراعية

متفجرات وتشويش على الاتصالات

كذلك استخدم المقاتلون المتفجرات لاختراقه ثم عبروا مسرعين على دراجات نارية، ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات رباعية الدفع..

السياج بعمق 40 متراً

يذكر أن الحاجز أو السياج الإسرائيلي يبلغ طوله 65 كيلومتراً، ويتضمن خمسة عناصر، وهي حاجز تحت الأرض بعمق 30 - 40 متراً، يحتوي على أجهزة استشعار للكشف عن محاولات اختراقه أو الحفر أسفل منه.

بالإضافة لارتفاعه بما يقارب ستة أمتار فوق سطح الأرض، واحتوائه على أجهزة كشف تسلل في البحر، ويحتوي على أسلحة ذكية ويمكن التحكم بها عن بعد، وعدد من الكاميرات والرادارات، وغرفة للقيادة والتحكم.

واستمر العمل به ما يقارب 4 سنوات، بمشاركة 1200 عامل، واستخدام 220 ألف شاحنة خرسانة، و140 ألف طن من الحديد.

وهدف الجدار توفير الحماية للاحتلال وقواته من أنفاق المقاومة الفلسطينية.

"ساحة قتال نشطة"

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن أعدادا كبيرة من مقاتلي حركة حماس ما زالوا يدخلون إسرائيل، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين، مشيرة إلى أن بعض البلدات الإسرائيلية على طول الحدود مع غزة "لا تزال ساحة قتال نشطة".

وأضافت أن الجيش يجري عمليات مسح "بطول السياج الحدودي وفي نقاط أخرى يدخل من خلالها مقاتلو حماس إلى إسرائيل".

وكانت فصائل فلسطينية قد شنت هجوما واسعا مباغتا من غزة على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع فجر السبت الماضي أسفر عن مقتل أكثر من 700 إسرائيلي، فيما ردت إسرائيل بعملية عسكرية على القطاع أسقطت أكثر من 490 قتيلا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 


المصدر : الشفافية نيوز