يعيش لبنان منذ سنوات في حالة من الاضطراب السياسي والأمني والاقتصادي، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين. ولعل أبرز مظاهر هذا الاضطراب هو التوتر الدائم مع إسرائيل، والذي أدى إلى اندلاع مناوشات عسكرية عدة في الآونة الأخيرة، كان آخرها المناوشات التي وقعت في مزارع شبعا.


 

 استفاقت أم ربيع، وهي امرأة لبنانية تعيش في قرية كفرشوبا الحدودية، على أصوات المناوشات العسكرية التي دارت صباح الأحد بين عناصر "حزب الله" والقوات الإسرائيلية في مزارع شبعا.

وخرجت أم ربيع من منزلها، وهي ترتجف من الخوف، لتجد أن الوضع قد عاد إلى الهدوء.

ولكنها لم تستطع أن تعود إلى النوم، وهي تفكر في ما يمكن أن يحدث في حال اندلعت حرب بين إسرائيل ولبنان.

 

قالت أم ربيع لمجالسيها إنها بالكاد تستطيع دفع فاتورة "اشتراك المولد الكهربائي، فكيف يمكنها أن تعيد إعمار منزلها في حال تضرر من القصف الإسرائيلي على غرار ما حصل في حرب تموز؟".

وأضافت: "أنا خائفة من الحرب، أخاف على أطفالي وعائلتي، أخاف أن أفقد منزلي".

 

وليس الخوف من الحرب هو مصدر القلق الوحيد لأم ربيع، بل أيضًا الانهيار الاقتصادي الذي يضرب لبنان.

وقالت: "حتى لو لم تنشب الحرب، فأنا لا أعرف كيف سأعيش، لا أستطيع أن أعيل عائلتي، لا أستطيع أن أدفع إيجار منزلي، ولا أستطيع أن أؤمن لأطفالي الطعام والأدوية".

 

وفي ظل هذا الوضع المزري، تشعر أم ربيع بالضياع.

وقالت: "لا أعرف ماذا أفعل، لا أعرف إلى أين أذهب، لا أعرف كيف سأحمي عائلتي".

 

ولكن في خضم هذا اليأس، هناك صوت أمل يحاول أن يخرج من أعماق أم ربيع.

وقالت: "أريد أن أؤمن أن لبنان سيخرج من هذه الأزمة، أريد أن أؤمن أن أطفالي سيعيشون في سلام وأمان".

 

تعكس قصة أم ربيع معاناة ملايين اللبنانيين الذين يعيشون بين الحرب والانهيار الاقتصادي.

وبينما تسعى القوى السياسية إلى حل الأزمة السياسية، فإن اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبر حلولًا حقيقية تخرجهم من هذا المأزق.


المصدر : الشفافية نيوز