شهد لبنان حالة من الهلع والذعر على وقع التوتر الأمني على الحدود الجنوبية، حيث تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله.وبدأ اللبنانيون يتوافدون على محطات الوقود والأفران والمحلات التجارية والسوبر ماركت لشراء المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، في ظل مخاوف من انقطاعها في حال اندلاع الحرب.


وبدأ اللبنانيون يتوافدون على محطات الوقود والأفران والمحلات التجارية والسوبر ماركت لشراء المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، في ظل مخاوف من انقطاعها في حال اندلاع الحرب.

وقال أحمد، وهو من سكان مرجعيون الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إنه اشترى 15 ربطة خبز دفعة واحدة، لأنه يخاف من عدم تمكنه من العودة إلى المدينة في حال اندلاع الحرب.

وأضاف أحمد أن معظم العائلات غادرت مرجعيون خوفاً من الحرب، وأن عدداً من المحلات أقفل أبوابه.

 

وفي هذا السياق، قالت أم حسن، وهي من سكان منطقة مرجعيون الحدودية، لـ"الشرق الأوسط": "نحن خلف الأمين العام (لحزب الله) في كل قرار يتخذه، ولن نسمح لإسرائيل أن تعتدي علينا... لكن للأسف إخوتنا في الوطن لا يرحبون بنا... في حرب 2006 هربنا إلى الجبل وإلى سوريا، اليوم الذهاب إلى سوريا غير ممكن حتى إن السوريين نازحون عندنا، ولا يبدو أن التوجّه إلى المناطق الآمنة في لبنان سيكون ممكناً... لذا سنبقى في منازلنا بكرامتنا ولنسلّم أمرنا إلى الله".

في المقابل، قال شادي، وهو من سكان ضاحية بيروت الجنوبية، لـ"الشرق الأوسط": "كانت ليلة الثلاثاء صعبة كثيراً علينا... لم نستطع النوم ونحن ننتظر مستجدات الجنوب... شعرنا بأن الحرب باتت على الأبواب، لذا طلبت من عائلتي تحضير الحقائب بما فيها الثياب الشتوية (لأننا لا نعلم كم ستكون فترة هروبنا)، إضافة إلى الأوراق المهمة ووضعناها عند مدخل المنزل لنخرج عند حدوث أي طارئ بعد تأمين مكانين للهروب إليهما في منطقة تعد آمنة في لبنان، وتحديداً ذات الغالبية المسيحية".

وأضاف: "قلق شادي من الحرب جعله يتخذ قرار عدم إرسال ولديه إلى المدرسة بانتظار ما سيكون عليه الوضع في الساعات المقبلة".

وعبر حسان، وهو من جنوب لبنان، عن قلقه من الحرب قائلاً: "نؤيد القضية الفلسطينية لكن لم نعد قادرين على تحمل التهجير وترك منازلنا مرة جديدة".

وأضاف: "قد أكون قادراً على تأمين منزل لي ولعائلتي للهروب إليه لكن ذلك قد لن يكون سهلاً بالنسبة إلى أبناء قريتي وأقربائي، إضافة إلى كل المعاناة التي سنعيشها في هذه المرحلة إذا وقعت الحرب، بما فيها عدم القدرة على الذهاب إلى المستشفيات التي تعاني أصلاً، إضافة إلى غياب الخدمات الاستشفائية منذ سنوات".


المصدر : الشفافية نيوز