بات الوضع في لبنان مع عمليات "طوفان الأقصى" الآخذة بالاتساع والاستمرار بين إسرائيل بكل آلتها الحربية وحركة "حماس" ومعها كل الفصائل الفلسطينية المقاومة، جزءًا مترابطًا مع متغيرات الشرق الأوسط، الآخذة بدورها بالتشكل بعد أحداث 7 أكتوبر الجاري.


وعلى وقع العمليات العسكرية، التي يشكل حزب الله عبر المقاومة الإسلامية، العامود الفقري، والتي سجلت ضربات موجعة منذ الصباح مع إعلان الحزب استهداف موقع الجرداح، وتأكيده على وقوع اصابات مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال "بين قتيل وجريح"، شكل البيان الذي أصدره الحزب تعليقاً على ما تضمنه بيان الرئيس الأمريكي جون بايدن تحولاً في التعاطي ومؤشراً على أن الشرق الأوسط يمر اليوم بوضع مشابه للمواجهة التي حصلت بين اطراف "حلف بغداد" والبلدان المناوئة بقيادة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، ونزول الاسطول الأمريكي على شواطئ لبنان، والذي ادى الى حسم الانتخابات الرئاسية، التي اوصلت الجنرال فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني حينها الى قصر بعبدا.

وتحدث حزب الله، بوصف كلامه يعبّر عن دول واطراف محور "الممانعة" او المقاومة، وجاء في البيان ان "إرسال حاملات الطائرات الى المنطقة لا يخيف فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة"، معتبراً ان تصريحات بايدن "وقوف سافر وإعلان لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني"، معتبراً ان "الولايات المتحدة شريك كامل في العدوان، محملاً إياها المسؤولية عن القتل والاجرام والتدمير، مطالباً بفضح هذا التدخل على المستويات كافة".

وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، جدد النائب السابق وليد جنبلاط مطالبته بالدعوة لوقف النار، معتبراً أن "الحل الوحيد التسوية السياسية بدل الهبوط الى الجحيم". وقال جنبلاط في حديث لوسائل الإعلام: "أنت ترى جانباً واحداً فقط من الصورة، لأن نتنياهو اتصل بك أمس، فماذا عن الشعب الفلسطيني وغزة، وهي اكبر معسكر اعتقال في العالم، هل تتركهم ليحترقوا بالقنابل الإسرائيلية".

يشكل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تحديًا كبيرًا للبنان، حيث يُخشى من تصعيد عسكري واسع قد يمتد إلى الأراضي اللبنانية، كما يُخشى من تداعيات اقتصادية وإنسانية على لبنان، حيث تشهد البلاد بالفعل أزمة مالية واقتصادية حادة.

يستعد مجلس الوزراء اللبناني لعقد جلسة استثنائية اليوم، لمناقشة التطورات الأخيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في سوريا.

ومن المقرر أن تنحصر المناقشات في بندين رئيسيين، الأول يتعلق بالوضع الجنوبي، والثاني يتعلق بعرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء المتعلق بموضوع النزوح السوري.

وتأتي هذه الجلسة في ظل تصاعد التصعيد العسكري بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والذي أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى في الجانبين.

وأعربت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" عن استغرابها من الكلام عن عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، مشيرة إلى أن الجلسة محددة المواضيع وتتصل بالوضع الذي استجد بفعل تطورات غزة.

وأكدت المصادر أن رئيس الحكومة يفضل أن تعكس هذه الجلسة توافقا على الموقف اللبناني الرسمي في ظل ما صدر من اتهامات في تقاعس الحكومة عن مناقشة الموضوع.

وأوضحت المصادر أن موضوع النزوح لا يحتمل أي تأجيل، أما إذا كان المقصود النقاش في التطورات الأخيرة من دون أي قضايا أخرى فذاك يعني تأجيل موضوع النازحين وهذا أمر ليس محسوما.

وفي التحركات، تنظم الأحزاب والقوى السياسية والنقابية والشبابية والفصائل الفلسطينية مسيرة وفاء لفلسطين الساعة الثانية بعد ظهر غد تنطلق من ساحة البربير إلى وسط بيروت أمام الأونيسكو.

وعلى الرغم من التداعيات المحتملة للصراع على لبنان، إلا أن هناك أيضًا فرصة للبنان للاستفادة من هذا الوضع، حيث قد يؤدي الصراع إلى زيادة الدعم الدولي للبنان، وتحفيز الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما قد يُترجم إلى استقرار في المنطقة، بما في ذلك لبنان.


المصدر : الشفافية نيوز