هنري كيسنجر، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام، أدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة. كيسنجر، الذي شغل منصب وزير الخارجية الأمريكي في عهدي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، يعتبر من أبرز الشخصيات في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية.


في مقابلة مع موقع [Politico]، قال كيسنجر إن الهدف الحقيقي لحماس ومؤيديها “لا يمكن إلا أن يكون تعبئة العالم العربي ضد إسرائيل والخروج عن مسار المفاوضات السلمية”. وأضاف أن حماس تستخدم “العنف المفرط” ضد المدنيين الإسرائيليين كوسيلة لإثارة التعاطف الدولي والضغط على دول عربية أخرى للتدخل في الصراع.


وفقا لكيسنجر، فإن “الصراع في الشرق الأوسط ينطوي على خطر التصعيد وإدخال دول عربية أخرى تحت ضغط الرأي العام”، مشيرا إلى الدروس المستفادة من حرب يوم الغفران عام 1973، والتي شارك خلالها تحالف عربي بقيادة مصر وسوريا هاجم إسرائيل. وقال كيسنجر إن هذه الحرب أظهرت أن “لا يمكن حل الصراع بالقوة”، بل بـ"التفاوض والتنازل".
هذه الآراء تتعارض مع موقف الإدارة الأمريكية الحالية، التي أعلنت دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حماس. في [تصريح] صادر عن البيت الأبيض، قال المتحدث باسمه جان ساكي: “إن إطلاق صواريخ من قبل حماس وغيرها من المجموعات المسلحة في غزة ضد المستهدفات المدنية في إسرائيل غير مقبول”، داعية إلى “انخفاض التوترات وإحلال هدوء”.


هذه الآراء تتفق مع رؤية بعض المحللين السياسيين، الذين يرون أن حماس تستغل الموقف الإنساني في غزة لتحقيق أهداف سياسية. في [تحليل] نشر على موقع الجزيرة، كتب الباحث الفلسطيني يزن الحاج: “إن حماس تحاول إظهار نفسها كقوة مقاومة شرعية وممثلة للشعب الفلسطيني، وتحدي السلطة الوطنية الفلسطينية التي تعتبرها متنازلة ومتعاونة مع إسرائيل”. وأضاف أن حماس تريد أيضا “كسب دعم المجتمع الدولي والإقليمي لقضيتها”.


في ظل استمرار التصعيد بين إسرائيل وحماس، يبدو أن رؤية كيسنجر للحل السلمي بعيدة المنال. فهل ستتغير موازين القوى في المنطقة بمشاركة دول عربية أخرى؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة من لعب دور فاعل في إحلال السلام؟ أم أن الصراع سيستمر على نار هادئة دون حسم؟


المصدر : الشفافية نيوز