تصاعدت وتيرة التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، حيث نفذت إسرائيل غارات مكثفة وعنيفة على معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان، لاسيما في الشمال.


وبحسب مصادر محلية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية منازل ومبان سكنية وتجارية وبنى تحتية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.

كما شهدت غزة انفجارات متعددة ليلا، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في معظم مناطقها.

 

بالتزامن مع ذلك، أبلغ الجيش الإسرائيلي الأمم المتحدة بضرورة انتقال جميع الفلسطينيين شمالي وادي غزة إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان، اليوم الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ المنظمة بأن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.

وشدد المتحدث على أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذا الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة. وقال "الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي".

كما أوضح أن الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يسري أيضا على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في منشآت تابعة للمنظمة بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.

 

في المقابل، ردت حماس، معتبرة أن تحذير سكان غزة للانتقال "دعاية زائفة"، وحثت المواطنين على عدم الانسياق وراءه.

كذلك، ردت إسرائيل على التصريحات الأممية، واصفة إياها بالمخزية!

 

فيما رأى عدد من المراقبين أن هذا الإنذار قد يكون مؤشراً لتوغل بري إسرائيلي شمال القطاع، وعملية برية وشيكة.

كما اعتبره البعض دعوة لتفريغ غزة من سكانها بغية الدفع بهم نحو الجنوب بالقرب من الحدود المصرية.

من جهته، أوضح مراسل العربية/الحدث أن هذا القرار الإسرائيلي قد يكون هدفه قسم القطاع إلى جزءين، شمالا وجنوباً، لافتاً إلى أنه حتى الساعة لا مؤشرات على الأرض بتحركات وشيكة تشي بتوغل بري.

لكنه لم يستبعد حصول أي عملية برية قد تشارك فيها مئات الدبابات الإسرائيلية التي كانت انتشرت على الحدود خلال الأيام الماضية.

كما رأى أنه في حال تنفيذ مثل هذا سيناريو فستشارك أيضا الطائرات الإسرائيلية جواً، والزوارق الحربية بحراً في قصف القطاع.

 

من جهته، رأى الباحث في مركز الأهرام، بشير عبد الفتاح، في تصريحات للعربية/الحدث أن هذا الإنذار يشي بخطة إسرائيلية لتهجير قسري لنصف سكان غزة نحو الجنوب، ولاحقا إلى مصر في عملية "ترانسفير" مستفزة، وفق قوله.

وأكد أن الساعات القادمة ستكون حبلى بالتطورات السلبية.

 

ومنذ انطلاق الهجوم العسكري المباغت لحماس الأسبوع الماضي، توعدت إسرائيل بتصفية الحركة، وفرضت حصارا مطبقا على القطاع، مانعة المياه والكهرباء، ودخول المساعدات والسلع.

وتصاعدت وتيرة التصعيد العسكري بين الجانبين منذ ذلك الحين، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني، بينهم 20 طفلاً، فيما أطلقت حماس الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 10 إسرائيليين، بينهم طفلان.

 

يشكل تصاعد التصعيد العسكري في غزة خطراً كبيراً على المنطقة، حيث قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ما قد يتسبب في وقوع مزيد من الضحايا والمعاناة الإنسانية.

كما يشكل هذا التصعيد تهديداً للاستقرار الإقليمي، حيث قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية.

 

تدعو الأطراف الدولية إلى وقف التصعيد العسكري في غزة، وإيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


المصدر : الشفافية نيوز