تشهد لبنان في الآونة الأخيرة تصاعداً في التوتر بين إسرائيل وحركة حماس، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين. وفي هذا السياق، تبرز مخاوف من أن لبنان غير قادر على تحمل تداعيات أي حرب محتملة، وذلك لأسباب عديدة.


 يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير. وفي حال اندلاع حرب، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، وزيادة معاناة اللبنانيين.

 ويعاني القطاع الصحي اللبناني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وهو ما يجعله غير قادر على التعامل مع أي كارثة إنسانية. وفي حال اندلاع حرب، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات والقتلى، الأمر الذي سيضع القطاع الصحي أمام تحدٍ كبير.

كما يعاني لبنان من انقسام سياسي حاد، مما قد يؤدي إلى تعقيد المشهد في حال اندلاع حرب. ففي الحرب الأخيرة التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، كان هناك انقسام كبير بين اللبنانيين حول موقفهم من الحرب، مما أدى إلى تفاقم الانقسام السياسي في البلاد.

 

تعكس المواقف المتناقضة في لبنان مدى صعوبة الموقف الحالي. فهناك من يرفض الحرب بشكل قاطع، ويعتقد أن لبنان غير قادر على تحمل تداعياتها. وهناك من يؤيد الحرب، ويعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد لمواجهة إسرائيل.

 

تدعو العديد من الجهات الدولية إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك لتجنب اندلاع حرب جديدة في لبنان. ومن بين هذه الجهات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

يبقى الوضع في لبنان غامضاً، ولا يمكن التكهن بما يخبئه المستقبل. إلا أن من الواضح أن لبنان غير قادر على تحمل تداعيات أي حرب محتملة. ولذلك، فإن وقف التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس هو أمر ضروري لتجنيب لبنان المزيد من المعاناة.


المصدر : الشفافية نيوز