حذر توم لونغو، المحلل المالي والجيوسياسي، من أن حرب إسرائيل مع حماس في قطاع غزة قد تضر بالاقتصاد العالمي إذا تصاعدت إلى صراع أوسع.


وقال لونغو في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "اقتصاد الحرب دائمًا جيدًا على المدى القصير مع ارتفاع أرقام الإنتاج، لكن ذلك على حساب الميزانية العمومية للحكومة".

وأضاف أن "إسرائيل اضطرت إلى إنفاق جزء كبير من احتياطياتها من النقد الأجنبي للدفاع عن الشيكل، وسوف يتم تحويل أرقام الإنتاج المرتفعة، إلى جانب التضخم والاقتصاد الخاص، إلى المجهود الحربي إذا واصلت إسرائيل المضي قدمًا في التهديدات التي وجهوها حتى الآن".

وأوضح لونغو أن "التأثير المباشر لهذا الصراع كان بمثابة تحرك شبه كتابي في الأصول الأمريكية في جميع المجالات - الأسهم والسندات والدولار الأمريكي".

وأضاف أن "حركة الأسهم كانت متباينة، حيث أنهى مؤشر ناسداك الأسبوع بنسبة أقل من 0.1%، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1.1%".

وتابع أن "هذا يدل على هروب رأس المال الأجنبي إلى الأسهم القيادية الأمريكية بدلاً من أسهم التكنولوجيا الأكثر مضاربة".

 

تأثيرات اقتصادية مباشرة

تشير مؤشرات السوق إلى أن تأثير الصراع بين إسرائيل وحماس لا يزال تحت السيطرة حتى الآن، لكن الوضع قد يتغير إذا سارت عملية تل أبيب البرية في غزة بشكل خاطئ وتدخلت إيران.

وكان للهجوم المفاجئ الذي شنته حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ومسلحون آخرون في غزة يوم السبت الماضي، فضلاً عن الضربات الانتقامية الإسرائيلية، أثراً سلبياً على اقتصادات المنطقة.

وخسر الشيكل، العملة الإسرائيلية، 3% مقابل الدولار الأمريكي، في حين انخفض مؤشر الأسهم القياسي في البلاد بنسبة 6.4% هذا الأسبوع. كما تضررت السندات التي أصدرتها الدول المجاورة لإسرائيل ـ لبنان، والأردن، ومصر ـ بشدة.

 

ارتفاع أسعار النفط

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط بسبب المخاوف من تصاعد الصراع. وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 5.41% إلى 90.65 دولار للبرميل.

وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5.46% إلى 87.44 دولار للبرميل. ويشير المراقبون الدوليون إلى ثلاثة محركات محتملة لارتفاع أسعار النفط الخام: فرض عقوبات نفطية جديدة على إيران؛ طهران ترفع المخاطر على نقل النفط في مضيق هرمز؛ وتعليق التطبيع السعودي الإسرائيلي المحتمل، والذي كان من الممكن أن يؤدي، كما كان يأمل بعض الخبراء، إلى زيادة إنتاج المملكة من النفط.

 


المصدر : الشفافية نيوز