منذ بدء عملية طوفان الأقصى، تعهدت الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، مشددة على أن لها الحق في الدفاع عن نفسها. ومع استمرار التصعيد بين حماس وإسرائيل، أعلنت الولايات المتحدة أنها قررت إرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بالتالي ستنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد" التي سبق وأن تم نشرها.


يثير هذا القرار مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تخاطر بمزيد من التصعيد في المنطقة.

ويقول مصدر عسكري أمريكي، إن حاملة الطائرات الأمريكية هي رمز للقوة العسكرية ويمكنها دعم الجيش الإسرائيلي بآلاف الصواريخ خلال 10 أيام على الأقل. لكنها في الوقت نفسه قد تكون هدفا كبيرا للصواريخ والطائرات بدون طيار والطوربيدات، خاصة في الليل.

كما يجب على القيادة الأمريكية أن تأخذ في الاعتبار أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط مكتظة بوسائل النقل المدني والركاب والسفن الخاصة وغيرها، كما إن التنظيم الأمني للمحيط في مثل هذه المنطقة المكتظة ليس بالمهمة السهلة.

ويسأل المصدر: هل الحاملتين للدعم المعنوي... أم أنهما ستتحركان من أجل مساندة الجيش الإسرائيلي في حال حصول الهجوم البري؟

ومن جهة أخرى، يلفت المصدر إلى أن إسرائيل هي حليفة الولايات المتحدة أكثر من حلف شمال الأطلسي. ولكن فتح الجبهة الثانية (بعد أوكرانيا) يشكل تحدياً كبيرا لواشنطن، فهل تستطيع المشاركة في حربين في نفس الوقت والسيطرة على الحرب الثالثة؟! ليس هناك ما يضمن أنها قادرة على القيام بذلك على أرض الواقع.

ويشير المصدر إلى وجود تردد داخلي في النخب الأمريكية، ويلفت إلى أن العديد من موظفي إدارة الرئيس جو بايدن لديهم تجربة سلبية في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وربما يفضلون "عدم إنقاذه الآن"، لكن عليهم أن يفعلوا ذلك على أساس التعاون التقليدي بين البلدين والخوف من رد الفعل السلبي لليهود الأقوياء في ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في نوفمبر 2024. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الصعب حقًا على الإدارة الأمريكية تقديم هذا الدعم لا سيما في ضوء الحرب الأوكرانية، والمسألة ليست فقط قي نقص الموارد فحسب، بل إنها قضية سياسية.

تشير هذه المخاوف إلى أن قرار الولايات المتحدة بإرسال حاملات طائرات ثانية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط قد يكون محفوفًا بالمخاطر.

من ناحية أخرى، يشير إرسال الحاملتين إلى التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، وإلى أن واشنطن ترى أن الصراع في غزة يشكل تهديدًا لأمنها القومي.


المصدر : الشفافية نيوز