أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الجيش الإسرائيلي أرجأ اجتياحه البري لقطاع غزة، بعد تصاعد التوتر والقلق من أن يستغل حزب الله الانشغال الإسرائيلي في الجنوب لشن هجوم في الشمال.


وكانت الصحيفة قد ذكرت في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لغزو غزة في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، حيث أعطى الفلسطينيين مهلة لإخلاء شمال القطاع، لكن يبدو أن هذا الغزو قد تم تأجيله إلى أجل غير مسمى.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعطى مواعيد نهائية معينة للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، على أن تنتهي هذه المواعيد بحلول منتصف نهار الجمعة.
ومع ذلك، تشير العلامات إلى أن الغزو أصبح بعيداً، وليس وشيكاً بعد.

ووفقًا للصحيفة، فإن إسرائيل تشعر في الوقت الحالي بدعم كبير من الولايات المتحدة والعالم، ولديها المزيد من الوقت للعمل والتعامل مع حماس. لكن أحد الأسئلة التي تطرح في هذه المرحلة هو ما إذا كان كبار قادة الجيش الإسرائيلي والقادة المدنيين يسيئون تقدير اللحظة الزمنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللحظة الثانية التي ستتضخم فيها أرقام الضحايا، والتي من المرجح أن تبدأ عندما يبدأ الغزو بطريقة حقيقية، سترافقها ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقف الغزو.

كما أكدت الصحيفة من مصادر عدة، أنه لم يقرر أحد بعد ما الذي سيحدث لغزة بعد أن يطيح الجيش الإسرائيلي بحكم حماس.


 عوامل تأخير الاجتياح البري
القلق المتزايد من أن حزب الله ينتظر اللحظة التي تنخرط فيها معظم قوات الجيش الإسرائيلي البرية بالقتال في غزة لفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشمال.
الاعتراف العميق داخل الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش لم يفعل شيئاً كهذا منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل من دون استعداد، يمكن أن يكون خطأً كبيراً.
الضغط الأميركي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإعطاء المزيد من الوقت للفلسطينيين المدنيين للإخلاء.

يشير تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة إلى أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في تنفيذ هذا السيناريو. فبالإضافة إلى المخاوف الأمنية من حزب الله، هناك أيضًا مخاوف داخلية ودولية من أن يؤدي الغزو إلى وقوع ضحايا مدنيين كثر.

وإذا لم تتمكن إسرائيل من التغلب على هذه التحديات، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أن الحرب على غزة ستستمر لفترة طويلة.

 

يظل الغزو البري لقطاع غزة خيارًا قائمًا على الطاولة، لكن من الواضح أن إسرائيل تتردد في تنفيذه. فهذه العملية ستكون محفوفة بالمخاطر، وقد لا تحقق أهدافها المرجوة.

لم يقرر أحد بعد ما الذي سيحدث لغزة بعد أن يطيح الجيش الإسرائيلي بحكم حماس.
جميع العوامل الأخرى المذكورة أعلاه تركت كبار المسؤولين الإسرائيليين يتلهفون للحصول على صيغ تفضيل جديدة لما سيفعلونه بحماس، بينما ما زالوا في الأساس لم يفعلوا سوى القليل جداً من الأشياء الجديدة مدى أسبوع تقريباً.

 


المصدر : الشفافية نيوز