أثار إعلان شركة "توتال" الفرنسية عدم اكتشاف كميات تجارية من الغاز في البلوك 9 في البحر اللبناني، تساؤلات كثيرة حول طبيعة نتائج الحفر، وسط اتهامات لشركة "توتال" بالضغط على لبنان من أجل التنازل عن حقوقه في المنطقة.


وكانت "توتال" قد أعلنت في بيان يوم الأحد الماضي أن نتائج الحفر في البلوك 9 لم تكن إيجابية، حيث تم اكتشاف آثار للغاز في الموقع الذي حفرت فيه البئر، لكنها لم تكن كافية لاعتبارها اكتشافاً تجارياً.

وعقب الإعلان، عقدت لجنة الأشغال والطاقة والمياه والنقل البرلمانية جلسة أمس لمناقشة نتائج الحفر، حيث استمعت إلى شرح من وزير الطاقة وليد فياض والهيئة المشرفة على قطاع البترول.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "نداء الوطن"، فإن "توتال" قد أوقفت العمل في البلوك 9 منذ أيام، دون تقديم أي تفسير واضح. كما أن الشركة لم تسمح للعاملين على منصة الحفر بالتواصل مع عائلاتهم منذ بدأت عمليات الحفر.

وأعرب النواب المشاركون في جلسة اللجنة عن شكوكهم حول نتائج الحفر، حيث اعتبروا أن هناك ضغوطاً سياسية وتقنية تفرضها إسرائيل على "توتال" من أجل عدم اكتشاف كميات تجارية من الغاز في البلوك 9.

وقال رئيس اللجنة سجيع عطية: "لدينا هواجس وجاءت بتوقيت الإعتداءات الإسرائيلية والهاجس السياسي، إضافة إلى الناحية التقنية والفنية في البلوك رقم 9... إذا قلت أننا في وضع ممتاز أكون مبالغاً، تقييمنا لن يكون إلا نهاية السنة، عندما تطلعنا شركة "توتال" على الأمور التقنية، وأقول إنّ هناك جواً إيجابياً أفضل ممّا سمعناه في الإعلام".

من جانبه، قال وزير الطاقة وليد فياض: "إن العمل أنجزته شركة "توتال" بشكل محترف، في فترة قصيرة، والنواحي الإيجابية استطعنا أن نتأكد أنه في مكامن الجيولوجية تحت أرض المياه وفي العمق يوجد الرمل وهو مؤشر جيد لأنه يحبس الغاز، كل المؤشرات إيجابية لكن لم يجدوا كميات تجارية من الغاز مقارنة بالتجارب السابقة".

وأضاف فياض أن "هيئة إدارة قطاع البترول ستعقد جلسة جديدة الأسبوع المقبل مع "توتال" لعرض نتائج الحفر بشكل مفصل".

ويأتي الإعلان عن نتائج الحفر في البلوك 9 في وقت تشهد فيه العلاقات بين لبنان وإسرائيل توتراً كبيراً، حيث تتهم إسرائيل لبنان بدعم حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة وإسرائيل منظمة إرهابية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت مؤخراً عن بدء عمليات التنقيب عن الغاز في منطقة متنازع عليها مع لبنان، الأمر الذي أثار استياء لبنان وتهديداته باللجوء إلى الأمم المتحدة.


المصدر : الشفافية نيوز