مع استمرار الحرب في قطاع غزة، أصبح التواصل بين سكان القطاع وأقاربهم في الخارج أمرا صعبا للغاية.


 

ويرجع ذلك إلى القصف الإسرائيلي المكثف الذي تسبب في قطع الاتصالات ونقص الوقود والكهرباء.

ويقول محمود شلبي، وهو مسؤول في جمعية "العون الطبي للفلسطينيين" البريطانية، في رسالة إلى زملائه: "أسجّل هذه الرسالة التي قد تكون الأخيرة، على رغم أنني آمل ألا تكون كذلك".

ويروي شلبي يومياته في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث يتعرض للقصف بشكل يومي.

ويقول: "لن أترك منزلي... سأموت واقفا، مجرد وجودي على هذه الأرض هو فعل مقاومة".

ويواجه سكان غزة صعوبات كبيرة في التواصل مع أقاربهم، حيث يضطرون إلى استخدام الخطوط الهاتفية الثابتة أو الاتصال عبر الإنترنت، وهو ما بات نادرا بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

ويقول وليد، وهو غزّي يقيم في باريس، إنه لا يتمكن من التواصل مع ذويه بشكل يومي نظرا لضعف شبكات الاتصال.

ويوضح: "أتصل أحيانا عشر مرات على التوالي بدون رد، وأحيانا تصلني رسالة من اليوم السابق، وأحيانا ينقطع الاتصال بعد 30 ثانية فقط".

وتؤكد هبة جمال، وهي غزّية تقيم في ألمانيا، أن عائلتها باتت تعتمد على الزيوت النباتية لتشغيل المولدات لإعادة شحن الهواتف.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، أدى القصف الإسرائيلي الى قطع اثنين من الخطوط الثلاثة الرئيسية للاتصالات النقالة وشبكة الانترنت في قطاع غزة.

ويعاني سكان غزة من ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث تعرضوا للقصف الإسرائيلي الذي تسبب في مقتل أكثر من 4300 شخص وإصابة أكثر من 100 ألف.

ويقول وفا عليوه، وهو غزّي يقيم في فرنسا، إنه يخشى سؤال ذويه عما يأكلونه في ظل شحّ المواد الغذائية.

ويؤكد أن الناس يعانون الصدمة.

ويواجه الصحفيون المحليون في غزة صعوبات كبيرة في نقل الصورة الحقيقية للحرب، حيث يضطرون إلى العمل في ظل القصف الإسرائيلي.

وتقول جميلة توفيق، وهي صحافية وكاتبة غزّية، إنها تضطر للمشي أكثر من عشر دقائق لبلوغ مكان يتوافر فيه اتصال بالهاتف النقال.

وعلى رغم مشقة ذلك وخطر التعرض للقصف، تؤكد توفيق أن نقل صورة ما يحصل يعنيها مباشرة و"هو مسؤولية مهمة".


المصدر : الشفافية نيوز