تعيش مدينة تل أبيب، كبرى مدن إسرائيل، حالة من الخوف وانعدام الثقة بعد العملية المباغتة التي نفذتها حركة حماس، على مستوطنات غلاف غزة.


يشعر المستوطنون الإسرائيليون بالصدمة لشعورهم فجأة بأنهم "عرضة للخطر". كما يعبرون عن فقدان الثقة بـ"المنظومة الأمنية".

تدوي صفارات الإنذار مرارًا يوميًا في أرجاء المدينة، من جراء رشقات صاروخية تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة.

يقول خبير البرمجة المعلوماتية عوفر كادوش، البالغ من العمر 46 عامًا، إن الثقة فقدت بالمسؤولين الأمنيين، قائلًا "فقدنا الثقة بمنظومتنا الأمنية.. كيف لا"؟

ويضيف "استعادة هذه الثقة ستحتاج إلى وقت طويل. بانتظار ذلك سأشتري سلاحًا".

كذلك، أعرب ميشال حداد وهو فرنسي إسرائيلي يبلغ 63 عامًا عن شعوره بالخطر وانعدام الثقة.

يقول: "لم أفكر قط أنه سيحل يوم أفكر فيه أن أحدًا في عائلتي سيشتري سلاحًا بغرض الحماية".

كما أكد أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تنام ابنته مع سكينين على الطاولة المجاورة لسريرها فضلًا عن عصا بيسبول، ولا تتوقف عن التحقق من أنّ بابها موصد بإحكام وتراقب الشارع من شقتها في الطابق التاسع.

وسط تلك الأجواء، ينتشر جو من الإشاعات عن هجمات محتملة. ما دفع الشرطة والناطق باسم جيش الاحتلال الجنرال دانيال هاغري، إلى توجيه نداء إلى السكان لالتزام الهدوء وعدم الاكتراث بما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن العديد من السكان لم يأبهوا لهذا التطمين، واشتروا ألواح خشب لتدعيم أبواب مداخل شققهم ومنازلهم وعدم السماح بفتحها من الخارج.

فيما أقر مجلس النواب الإسرائيلي إجراءات قانونية جديدة لتسليح المدنيين. وكشفت جلسة برلمانية أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تقدم نحو 41 ألف إسرائيلي بطلب رخصة حيازة سلاح في مقابل ما معدله 38 ألفًا سنويًا.

 

تسلط هذه التطورات الضوء على أزمة الثقة العميقة التي تعاني منها إسرائيل، بعد العملية المباغتة التي نفذتها حماس. كما تشير إلى أن التصعيد الحالي قد يكون له عواقب طويلة الأمد على المجتمع الإسرائيلي.


المصدر : الشفافية نيوز