في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية في جنوب لبنان والمواجهات مع حزب الله، شهدت الساحة السياسية اللبنانية تحركاً لافتاً من قبل القوى السياسية، في محاولة للبحث عن مخرج للأزمة وتأمين صمود اللبنانيين لمواجهة الوضع الأمني المتفجّر.


دعا الرئيس وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى تفعيل الحكومة والارتقاء الى مستوى الحدث والأخطار المحدقة بلبنان، معتبراً أن "هذه المرحلة قد تكون أخطر مرحلة من الحروب طيلة حياتي السياسية، ومصير لبنان على المحك".

 

 وفي خطوة لافتة، تحرك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل باتجاه السراي الحكومي وكليمنصو للقاء كل من الرئيس ميقاتي وجنبلاط، كما أجرى اتصالاً بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

 

وذكرت مصادر سياسية أن تحرّك باسيل يأتي في أعقاب الانتقادات التي وُجهت للقيادات المسيحية، وتحميلهم مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، وترك البلد مكشوفاً في هذا الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان بدون رئيس جمهورية، ومن دون حكومة فاعلة ومجلس نيابي مقسوم.

 وأستبعدت المصادر التوافق على انتخاب رئيس جمهورية في هذه الأوضاع المعقدة، لكن الاتصالات التي يقوم بها باسيل قد تحرك المياه الراكدة، وتفتح باباً للحوار والاتفاق بما يخص المؤسسة العسكرية منعاً للفراغ في قيادة الجيش.

والمصادر نقلت عن باسيل رغبته بالتواصل مع كل القوى السياسية بما فيها القوات اللبنانية، لكن لقاء باسيل مع رئيس حزب القوات سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية لم يتقرّر بعد.

 

وفي السياق، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن المبادرة التي يقوم بها باسيل تأتي شعوراً منه بالمسؤولية تجاه الأوضاع المتفجرة التي تمر بها المنطقة، وذلك بالتواصل مع القيادات السياسية للتداول معهم في كيفية حماية لبنان وتحييده عن حرب ممكن جداً أن تكون مدمرة.

 

 وتبقى العبرة في مدى جدية هذه الاتصالات ومقاربتها للملفات العالقة، فالبلد يسير على حافة الحرب والأمور لا تحتمل الإنتظار. فهل تعي القوى المستنكفة عن التواصل والحوار خطورة المرحلة؟

 


المصدر : الشفافية نيوز