غزة، انت مناضلة ومقاومة ومحاربة. تقدمين تضحيات فيما نحن جميعا نضحي فيكِ. خافوا أن تكثر الأحلام فيكِ، فدمروها قبل أن تولد. حتى بكاؤك فقط أنين، طبعا ولِمَ النحيب؟ في حين أحدا لن يستجيب. متى سيصبح لشعبكِ أسماء، فنحن لا نحصيكِ سوى بالأرقام.



كتبت جوزيان الحاج موسى:

عذرا شارل جبور، ولكنك أخطأت. نعم أخطأت هؤلاء "الذميون الحاقدون البشعون المجرمون المعتدون." 
هم صورة عن لبناننا طبق الأصل. فهؤلاء لم يطالبهم أحد بأي اعتذار بسبب تدميرهم ونهبهم وتخريبهم لأملاك ورزق أبناء وطنهم، وذلك "ادعاءً" بأنهم "يدافعون عن فلسطين". وانما كالجراد كانوا يحومون ويستفيدون مما لا يعرفون ما هو بالأصل.

وإنما المفكرون والصحافيون والكتاب والمسؤولون "الممانعون" والطائفيون، الذين سارعوا لحفظ مقابلتك عن ظهر قلب. لم يقدم أحدٌ منهم ولو وجبة واحدة ساخنة لأهل غزة. لا بل هربوا الى أماكن آمنة، ومنهم من عاد أدراجه الى الولايات المتحدة وأوروبا للأمان والاستقرار. 
لم يتوجهوا الى فلسطين لمساندتهم. بدلا من ذلك، اكتفوا بالجلوس في المقاهي وراء شاشاتهم، يروّجون للحقد والجهل، وينثرون الطائفية والفتنة بسذاجة وبأسوأ أشكال الغباء المدعوم.

يا شارل،
 الذين لا يشبهوننا حقاً كلبنانيين، هي تلك المجموعة من الأتراك الذين توجهت أمس سيرًا على الأقدام من إسطنبول إلى قطاع غزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمات إسرائيل. وطواقم الإغاثة التركية المتطوعة في غزة، التي تعمل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع من خلال معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة. والمساعدات الطبية الطارئة والمولدات للمنطقة بطائرات مرسلة من تركيا إلى مصر.

أما في لبنان فاكتفت الجوقة الفنية التي يقودها الشاعر غسان سعود، والتي تضم نخبة من الحساسين والمتعاطفين طبعا على مواقع التواصل الاجتماعي بنقل السموم وتفجيرها لتكريس الانقسام بين اللبنانيين.

غزة، انت مناضلة ومقاومة ومحاربة. تقدمين تضحيات فيما نحن جميعا نضحي فيكِ. 
خافوا أن تكثر الأحلام فيكِ، فدمروها قبل أن تولد. 
حتى بكاؤك فقط أنين، طبعا ولِمَ النحيب؟ في حين أحدا لن يستجيب. 
متى سيصبح لشعبكِ أسماء، فنحن لا نحصيكِ سوى بالأرقام.

"الله يمهل ولا يهمل، يغض الطرف أحيانا لكنه لا ينسي"... فما من تضحية تذهب سدى.
غزة لقد انتصرتِ، ليس فقط على هذا العدو المجرم الغاشم، 
وإنما على الذين خانوكِ وتخلوا عنكِ واستغلوا قضيتكِ لمصالحهم الشخصية.

فهؤلاء "لا يشبهوننا، ولا نشبههم"، ليسوا منّا ونحن لسنا منهم"، إنهم لا يشبهون أي طائفة، ولا أي دين، ولا حتى أي انتماء.
وان كان "تخويننا" يريح ضمائرهم الغائبة لأنهم غير قادرين "على مساندتك"....

فنحن يا غزة فداك.


المصدر : الشفافية نيوز