حالة إنسانية كارثية في غزة بعد أكثر من أسبوعين من الحرب، حيث توقف نحو ثلثي المرافق الصحية عن العمل، ويعاني السكان من نقص حاد في المياه والغذاء والدواء.


 

تواصل الحرب في غزة، المحاصرة منذ سنوات، بوتيرة متسارعة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد توقف نحو ثلثي المرافق الصحية في غزة عن العمل، فيما يعاني سكان القطاع من نقص حاد في المياه.

وقال مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمنظمة، ريك برينان، إن المنظمة تقدر أنه لم يتبقَّ سوى 3 لترات من المياه للشخص الواحد يومياً، في حين أن الحد الأدنى المطلوب للواحد 15 لتراً للشرب والطهي والنظافة الشخصية.

وأضاف المسؤول الأممي أنه لم يعد بإمكان سكان القطاع أخذ حمام مناسب هناك في الأسابيع الأخيرة. وقال إنه مع وجود نحو مليون نازح، فإن المراحيض باتت تمثل مشكلة كبيرة، مشيراً إلى أن الإصابة بأمراض الإسهال والتهابات الجلد والجهاز التنفسي ليست سوى مسألة وقت.

ويشار إلى أن القطاع يشهد نحو 200 حالة ولادة يومياً، لكن النساء لا يجدن أماكن آمنة لولادة أطفالهن أو الوصول إلى المستشفيات في حالة حدوث مضاعفات.

وفي القطاع المحاصر، والمكتظ بالسكان، لا تزال الحالة الإنسانية كارثية بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء الحرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن ما يقرب من ثلثي المرافق الصحية في قطاع غزة توقف عن العمل وسط زيادة هائلة في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 46 من أصل 72 منشأة للرعاية الصحية - بما في ذلك 12 من أصل 35 مستشفى - توقفت عن العمل في جميع أنحاء غزة. وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي، فضلاً عن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، أجبر العديد من المرافق على الإغلاق.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 700 شخص قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال اليوم الماضي.

ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من نقص الغذاء والماء والدواء منذ أن أغلقت إسرائيل القطاع في أعقاب هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وفي حين دخلت قافلة مساعدات صغيرة ثالثة غزة يوم الاثنين محملة بجزء صغير فقط من الإمدادات التي تقول جماعات الإغاثة إنها ضرورية، قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إن الشاحنات التي دخلت غزة، وعددها 54 شاحنة، خلال الأيام القليلة الماضية، كانت «قليلة» مقارنة بـ500 شاحنة يومياً كانت تدخل القطاع قبل الحرب. وقالت إن مفاوضي الأمم المتحدة «بعيدون جداً جداً» عن التوصل إلى اتفاق لإرسال المساعدات المستدامة التي تحتاجها غزة.

ومع استمرار إسرائيل في منع دخول الوقود، قالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات سيتوقف قريباً عندما لا تتمكن الشاحنات من تزويد الوقود داخل غزة. وتكافح المستشفيات المكتظة بالجرحى من أجل استمرار تشغيل المولدات لتشغيل المعدات الطبية المنقذة للحياة.


المصدر : الشفافية نيوز