تثير سياسة المؤسسة اللبنانية للإرسال العديد من الأسئلة حول أسباب استبعاد شخصيات سياسية واعلامية مقربة من الخيار "التغيير" في البلاد. وفقًا لاوساط سياسية وصحافية، يبدو أن المؤسسة قامت بحجب تدريجي لظهور مؤيدي "الصورة" على شاشتها، سواء كانوا نوابًا أم نشطاء سياسيين أو صحفيين.


ويبدو وفق تلك الأوساط ان هذا التحول في الموقف يأتي على خلفية تطورات إيجابية في العلاقة بين رئيس مجلس إدارة المؤسسة بيار الضاهر ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يسعى لتحسين صورته أمام الرأي العام.

وعلى الرغم من محاولات المؤسسة تقديم نفسها كداعمة للحركة التغييرية والثورة في لبنان، بات واضحاً ان مسارها معاكس تماماً، حيث يُلاحظ أن الضاهر يحاول اللعب دورًا سياسيًا داخليًا، مستغلًا علاقاته مع مختلف الأطراف السياسية. يُحاول تقديم نفسه كعامل تقاطع بين الأطراف المتنازعة، مما يمكنه من أداء دور سياسي في المستقبل.

وفي السياسة الإقليمية ايضاً يسعى الضاهر الذي تربطه علاقات سياسية وشخصية بمسؤولين من "حزب الله"، ان يمنحه التغطية الإعلامية التي يحتاجها للحفاظ على سمعته، في حين يحاول موازنتها بمحاولة تقديم نفسه على أنه ينتمي إلى العالم العربي ويملك علاقات مميزة مع المملكة العربية السعودية.

ويلاحظ أنه في الآونة الأخيرة بدأت المؤسسة اللبنانية للإرسال استقبال الكثير من الضيوف التابعين أو المرتبطين بحركة حماس للإضاءة على القضية الفلسطينية من جانب محور الممانعة في حين أن هناك انتقادات من بعض الأوساط الفلسطينية لأن الضيوف لا يمثلون السلطة الشرعية الفلسطينية وحركة فتح بل يركزون على قضية الحماس التي تعتبر بالنسبة للمجتمع الدولي منظمة إرهابية. وعلى ما يبدو أن من يصوت لهؤلاء الأسماء داخل المؤسسة هم جهات أو مدير القناة بشكل مباشر لأهداف سياسية ولإرضاء محور المقاومة الذي يقوده حزب الله في لبنان ومعروف أن مسؤولين في غرفة الأخبار هم على التواصل المباشر بقيادات في حزب الله ويعملون لأجندات سياسية.


المصدر : الشفافية نيوز