يواصل حزب الله توجيه رسائل نارية للأشقاء والأعداء على حد سواء. ففي الوقت الذي يرفض فيه الحزب إعطاء أي إشارة تطمئن إسرائيل أو الدول الغربية، فإنه يؤكد من خلال رسائله أن المعركة التي يخوضها لها مدلولاتها وأهدافها، وأن حزب الله مستعد لكل الاحتمالات.


وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس رسالتين بالغتين بالشكل والمضمون. الأولى كانت رسالة خطية وجهها إلى العلاقات الإعلامية للحزب، حث فيها على اعتماد تسمية الشهداء الذين سقطوا في المعارك الأخيرة بـ"الشهداء على طريق القدس".

هذه الرسالة تحمل عدة دلالات، فهي أولاً تؤكد أن المعركة التي يخوضها حزب الله هي جزء من المقاومة الفلسطينية، وأن حزب الله يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال. وثانياً، تؤكد أن حزب الله مستعد للتضحية بأرواح أبنائه في سبيل الدفاع عن مقدساته، وفي مقدمتها القدس.

 

الرسالة الثانية التي وجهها حزب الله كانت صورة تجمع الأمين العام مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري. وقد لفتت هذه الصورة الانتباه إلى عدة نقاط، منها:

أن حزب الله يدير المعركة من بيروت إلى غزة، وأن هناك تنسيقاً مباشراً بين الحزب وحماس وحركة الجهاد الإسلامي.

وأن حزب الله مستعد لتوسيع دائرة المعركة، وأن إسرائيل لن تكون وحدها المستهدفة.

 

ومن الواضح أن حزب الله يسعى من خلال رسائله إلى تصعيد الضغط على إسرائيل، وإرسال رسالة إلى العالم بأنه لن يتراجع عن موقفه في الدفاع عن مقدساته.

 

لا يزال من الصعب التكهن بما سيكون عليه مستقبل المعركة، ولكن من الواضح أن حزب الله لن يسمح لإسرائيل بفرض شروطها عليه.


المصدر : الشفافية نيوز