في ظل استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتزايد الخسائر البشرية على الجانبين، بدأت الدول العربية والغربية تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من لبنان تحسباً لحرب واسعة النطاق.


وتهدف هذه الدول إلى تجنّب تجربة عام 2006، حين اندلعت الحرب فجأة وتم إقفال مطار بيروت الدولي جرَّاء استهدافه بالطيران الإسرائيلي وفرض حصار جوّي وبرّي وبحري على لبنان، مما صعّب على سفارات الدول الكبرى بما فيها السفارة الأميركية مهمّة إخراج مواطنيها العالقين في لبنان.

وأعرب سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة عن أسفه لأن قرار إجلاء الرعايا الأجانب يلقي بتبعاته على صدقية الدولة اللبنانية في كيفية اتخاذها قراراً سيادياً، واحترامها الدستور اللبناني والقرارات الدولية وبمقدمها القرار 1701.

وأضاف أن «انفلات المواجهة على الجبهة الجنوبية يؤشر عملياً على أن أي قرار بالمواجهة أكان محدوداً أو موسعاً هو قرار غير لبناني»، لافتاً إلى أن «دعوة الدول بما فيها دول الخليج والمملكة العربية السعودية رعاياها لمغادرة لبنان تندرج في إطار الإجراءات الوقائية، لأن الدبلوماسية اللبنانية أثبتت غيابها الكامل ليس فقط بعدم تحمل مسؤولياتها، بل في تبنيها سرديّة لا علاقة لها بأمن لبنان ولا بأمن شعبه».

 

يبقى أن نرى ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الجارية ستنجح في تجنب وقوع الحرب، أم أن التوتر الحالي سيؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.


المصدر : الشفافية نيوز