حزب الله يدفع ثمناً باهظاً في مواجهة إسرائيل، حيث بلغ عدد قتلاه 50 مقاتلاً خلال 18 يوماً من الحرب. هذا الرقم يعكس أسلوب القتال الجديد الذي يعتمد عليه الحزب، والذي يعرضه لمزيد من الخسائر.


وصل عدد قتلى حزب الله إلى نحو 50 مقاتلا خلال المعركة بينه وبين إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، أي خلال 18 يوما. هذا الرقم الذي يعد مرتفعاً نسبة إلى الوضع الأمني عند الحدود الجنوبية، حيث لا يمكن الحديث عن حرب واسعة إنما محدودة بين الطرفين، يطرح علامة استفهام، لا سيما أنه وفق الصور التي تظهر أن معظم مقاتلي حزب الله هم من جيل المقاتلين الجدد، حيث لا تتعدى أعمارهم منتصف العشرينات، وبالتالي هم يخوضون التجربة العسكرية الأولى لهم، وليسوا من جيل المقاتلين الذين شاركوا في المعارك السورية.

وهذا الرقم يعكس أسلوب القتال الذي يعتمد عليه حزب الله في مواجهة إسرائيل، حيث انتقل من أسلوب حرب العصابات والكمائن والمباغتة، إلى أسلوب نظامي يعتمد على نقاط عسكرية واشتباك مباشر مع الجيش الإسرائيلي. هذا الأسلوب الجديد يعرض حزب الله لمزيد من الخسائر، حيث يمتلك الجيش الإسرائيلي تفوقاً في مجال الاستطلاع والرصد والهجوم، كما أنه يمتلك قدرات عسكرية متطورة، من بينها طائرات من دون طيار وطائرات حربية.

وبحسب المحلل السياسي علي الأمين، فإن هناك احتمالين لوقوع عدد كبير من المقاتلين في صفوف حزب الله، الأول هو أن الحزب فوجئ بالرد الإسرائيلي تماماً كما فوجئ الإسرائيلي بقدرات حركة حماس، أما السبب الثاني فقد يكون التغطية على عدم مشاركتهم في الحرب تحت شعار وحدة الساحات، بالقول إنهم دفعوا أثماناً في هذه المعركة وإن الحزب منخرط فيها.

وفي المقابل، يشير رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما رياض قهوجي إلى أن كثافة عدد الخلايا التابعة لحزب الله التي تعمل على جبهات عدة، تمنح الإسرائيلي بنك أهداف متعدداً، ويعطيه قدرة على الرد بسرعة، وذلك عبر الطائرات التي ترصد وتستهدف في الوقت نفسه وبشكل سريع ما يؤدي إلى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف حزب الله.

وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها حزب الله، إلا أنه يؤكد أنه ما زال يمتلك المبادرة في المعركة، وأن مقاتلي الحزب يقاتلون بكل جرأة وبسالة، ويوجهون صواريخهم وقذائفهم إلى مواقع وآليات العدو من مناطق مفتوحة، ويحميون بدمهم المدنيين.


المصدر : الشفافية نيوز