في تحقيق جديد، أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" وقوع هجوم مدمر على مجموعة من الصحفيين في جنوب لبنان، وذلك بوابة القذائف القادمة من إسرائيل. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل مصور وكالة "رويترز" وإصابة عدد آخر بينهم صحفيون من "فرانس برس". يأتي هذا الحادث في سياق التصاعد الكبير للتوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.


أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تحقيق نشرته اليوم، أن مجموعة من الصحفيين تعرضت للاستهداف بقذيفتين في جنوب لبنان منتصف الشهر الجاري، مما أدى إلى مقتل المصور الصحفي في وكالة "رويترز"، عصام عبد الله، وإصابة ستة آخرين، منهم مصوران صحفيان من وكالة "فرانس برس".

قالت المنظمة إنها أجرت تحليلاً باليستياً للأحداث، ووجدت أن المنطقة التي أطلقت منها القذيفتان تقع إلى الشرق من موقع الاستهداف، حيث تكون الحدود مع إسرائيل. ولكنها لم تحمل مباشرة المسؤولية للجيش الإسرائيلي.

وأشارت المنظمة إلى أن القذيفتين أصابتا المكان الذي كان فيه الصحفيون، حيث كانوا متواجدين منذ أكثر من ساعة على الطريق لتغطية التوتر المتصاعد على الحدود.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، شهدت الحدود بين إسرائيل ولبنان عمليات تبادل لإطلاق النار والقصف بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاولات تسلل قام بها مقاتلون من فصائل فلسطينية لها وجود في لبنان.

وأجرت مراسلون بلا حدود تحقيقاً أوسع، تمثل في التحقيق الميداني والتحقق من الأدلة ومقابلة الشهود والصحفيين المتضررين. ووجدوا أن الصحفيين كانوا يرتدون ملابسهم الصحفية وكانت لديهم لافتات تحمل عبارات "صحافة"، ومن غير الممكن الخلط بينهم وبين مقاتلين. بالإضافة إلى أنهم كانوا في منطقة مكشوفة على تلة وكانوا مرئيين بوضوح.

أكد محقق من المنظمة أن الصحفيين لم يكونوا ضحايا عرضيين للقصف. وأضاف أن وقوع ضربتين في نفس المكان خلال فترة قصيرة جدًا من حوالي 30 ثانية، قادمتين من نفس الاتجاه، يشير بوضوح إلى استهداف دقيق. ومن غير الممكن أن يكون هناك خلط بين الصحفيين والمقاتلين.

تحليل المنظمة يشير إلى وجود مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي تحوم فوق المنطقة قبل وقوع الحادثة.

اتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالمسؤولية عن الضربتين. وأعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه لما حصل وأكد أنه يجري عمليات تثبت.

وتجري وكالة "فرانس برس" تحقيقًا منفصلًا وطلبت من إسرائيل ولبنان إجراء تحقيق معمق، وكذلك طلبت وكالة "رويترز" من السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيق سريع ومعمق وشفاف.


المصدر : الشفافية نيوز