في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة تحديات غير مسبوقة في ممارسة طقوس الجنازة الإسلامية التقليدية. فقد امتلأت المقابر والمشارح عن آخرها، مما أجبر السلطات على دفن القتلى في مقابر جماعية أو فتح القبور القديمة.


يقول سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، إنه لم يعد أمامهم خيار سوى فتح القبور القديمة لدفن القتلى الجدد في الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة والمستمرة منذ السابع من أكتوبر.

وتظهر صور التقطت في أماكن مختلفة من قطاع غزة، تجمع لعدد من الجثث بجانب بعضها، في وقت لا يعرف أهالي الضحايا أين يمكن دفن أحبائهم.

وقال عامل بأحد المقابر إن جثث أكثر من 20 رجلا لم يتم دفنها، حتى يمكن دفن جثث النساء والأطفال بشكل مناسب.

وتعرض مخيم النصيرات المكتظ بالسكان، الواقع على بعد حوالي 3 أميال من مدينة دير البلح، لقصف جوي إسرائيلي مختلف طوال الأسبوع.

وانتشر الخوف والذعر، خلال الأيام الأخيرة، مع قيام إسرائيل بتوسيع توغلها البري وتكثيف القصف.

وأجبرت المشارح المكتظة المستشفيات على دفن الأشخاص قبل أن يتمكن أقاربهم من المطالبة بجثثهم.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن محمد أبو سلمية، مدير عام مستشفى الشفاء، قوله إن حافري القبور وضعوا عشرات الجثث مجهولة الهوية جنبا إلى جنب في حفرتين كبيرتين في مدينة غزة، حيث يوجد بهما الآن 63 و46 جثة على التوالي.

وتحث الآن وزارة الأوقاف في غزة، المسؤولة عن الشؤون الدينية، على الدفن بسرعة، وتسمح بحفر مقابر جماعية بسبب "الأعداد الكبيرة من القتلى، وقلة المساحة المتاحة".

وتقول السلطات إن كل محافظة في غزة بها مقبرتان جماعيتان على الأقل، بعضها يضم أكثر من 100 شخص.

يُعد حرمان الفلسطينيين من طقوس الجنازة الإسلامية التقليدية انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية. ويسلط هذا الانتهاك الضوء على المأساة الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة.


المصدر : الشفافية نيوز