وسط التحولات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، يواجه لبنان مخاطر كبيرة تهدد بانهيار الدولة. ففي ظل الفراغ الرئاسي منذ عام، وتجاوز النصوص المرجعية، يعيش لبنان في دوامة الخوف من توسع رقعة الحرب، وتراجع الشراكة الوطنية، وتصاعد الدعوات إلى الفيدرالية أو إنشاء دولة إسلامية.



يتمثل الخطر الأكبر الذي يواجه لبنان في الفراغ الرئاسي. فمنذ استقالة الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022، لم يتم انتخاب رئيس جديد، مما أدى إلى شلل المؤسسات الحكومية. ويخشى العديد من اللبنانيين أن يؤدي هذا الفراغ إلى مزيد من عدم الاستقرار، وربما إلى حرب أهلية جديدة.

إضافة إلى ذلك، تجاوز لبنان النصوص المرجعية التي تحكمه، بما في ذلك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي. ومن أبرز هذه الخروقات استخدام لبنان كمنصة لإطلاق صواريخ حزب الله، وهو أمر يخالف الدستور الذي ينص على أن الجيش اللبناني هو المسؤول عن الدفاع عن البلاد. كما أن تجاوز القرار 1701، الذي ينص على دخول الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب لبنان وتولي ضبط الأمن مع قوات اليونيفيل، أدى إلى تراجع الشراكة الوطنية وتصاعد الدعوات إلى الفيدرالية أو إنشاء دولة إسلامية.

يرى رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد أن الخروج عن الدستور والنصوص المرجعية هو "جريمة بحق لبنان". ويؤكد على ضرورة العودة إلى هذه النصوص، لا سيما في مرحلة الفراغ الرئاسي، لمنع انزلاق لبنان إلى المجهول.

ويضيف سعيد أن استمرار الفراغ الرئاسي وتجاوز النصوص المرجعية سيؤدي إلى تفاقم مخاطر انهيار الدولة. ففي ظل هذه الظروف، من المحتمل أن تتصاعد الصراعات بين القوى السياسية المختلفة، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية جديدة. كما أن تراجع الشراكة الوطنية سيجعل من الصعب حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.


المصدر : المركزية