أثارت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية مخاوف من اندلاع حرب جديدة في المنطقة. لكن مصادر مطلعة على نهج حزب الله تقول إن الحزب يسعى فقط للحفاظ على نفسه ومنع هزيمة حماس في غزة.


في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، أعلن حزب الله أنه لن يقف موقف المتفرج. وشن الحزب هجوما عبر الحدود على مواقع عسكرية إسرائيلية، ووصف العملية بأنها عمل تضامني مع الفلسطينيين.

ومنذ ذلك الحين، تكثفت الاشتباكات بين الطرفين، لكن حزب الله حرص على أن تظل محصورة في المنطقة الحدودية. واختار الحزب أهدافه بعناية، مع التركيز على المواقع العسكرية الإسرائيلية.

وقال مصدر مطلع على استراتيجية حزب الله: "إذا أراد حزب الله الاستفادة من الوضع، لكان قد فعل ذلك مباشرة بعد عملية حماس لأن إسرائيل كانت لا تزال في وضع ضعيف". وأضاف أن "كافة الأطراف حريصة على تجنب حرب شاملة".

ووصف مسؤولون كبار من حزب الله عمليات الأخير عبر الحدود بأنها مصممة لإظهار تضامنه مع حماس وإرهاق الجيش الإسرائيلي.

وقال المصدر المطلع: "ما يجري هو حرب استنزاف". وأضاف أن "حزب الله يجبر إسرائيل على تحويل مواردها العسكرية إلى الجبهة الشمالية لإضعاف عملياتها العسكرية في غزة".

لكن المصدر قال إن استراتيجية حزب الله يمكن أن تتغير إذا شنت إسرائيل هجوما بريا كبيرا على غزة.

وقال: "كل الخيارات مطروحة على الطاولة إذا مضت إسرائيل قدما في غزوها البري لغزة".

وشدد المصدر على أن حزب الله لن يسمح بقتل حماس، لأنه يعتقد أن ذلك سيشكل تهديدا وجوديا له.

وقال: "إذا بدت إسرائيل على وشك تدمير حماس، فإن حزب الله، إلى جانب الحوثيين في اليمن وغيرهم من اللاعبين الإقليميين، سوف يتدخلون لمنع هذا السيناريو".

ويرى مراقبون أن مواقف حزب الله تشكل تحديا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تسعى إلى تحقيق هدفين متعارضين: دعم إسرائيل في حربها ضد حماس، والسعي في الوقت نفسه إلى منع صراع أوسع نطاقا.

ويرى هؤلاء أن الهزيمة الوشيكة لحماس في غزة من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد من حزب الله وحلفائه.

وقال المصدر المطلع: "نظرا لتقييم حزب الله بأن إبادة حماس ستكون مقدمة لتهديد وجودي ضد الحركة نفسها، فمن غير المرجح أن تردع التحذيرات الأميركية الجماعة في حالة حدوث مثل هذا السيناريو".

وأضاف: "على الرغم من نشر مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة، واصل حزب الله عملياته عبر الحدود ضد إسرائيل".

وخلص المصدر إلى أن "الوضع في المنطقة يزداد تعقيدا، ومن المرجح أن تستمر التوترات في الارتفاع في الأسابيع المقبلة".


المصدر : الشفافية نيوز