في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها سكان القرى الحدودية اللبنانية، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والتهجير الجماعي، زار السفير البابوي باولو بورجيا المنطقة، برفقة فريق من مؤسسة "سوليداريتي"، للوقوف على أوضاع الأهالي وتقديم المساعدات اللازمة لهم.


بدعوة من مؤسسة "سوليداريتي"، قام السفير البابوي باولو بورجيا وفريق من المؤسسة برئاسة رئيسها شارل جورج الحاج، بجولة على القرى الحدودية التي تعرّضت للقصف في الأيام الماضية للوقوف على أوضاع أهلها وتقديم مساعدات عينيّة أساسية لدعم صمودهم في منازلهم وقراهم، في الفترة العصيبة التي يجتازها لبنان. وقد وزّع فريق المؤسسة 1350 حصة غذائية على أهالي رميش ودبل والقوزح وعين إبل وعلما الشعب، خصوصًا مع ورود أخبار عن تراجع مخزون المواد الغذائية في قرى المنطقة، بالإضافة إلى توفير مادة الأوكسيجين لتعزيز احتياط مستوصف رميش الذي أنشئ حديثًا من هذه المادة الحيوية للإسعافات الأولية. 

كما بحث فريق سوليداريتي مع إدارات المدارس في المنطقة تأمين إمكانية التعليم عن بُعد للتلامذة المقيمين في بيوتهم أو النازحين إلى أماكن أكثر أمنًا، ومعرفة ما ينقصهم لوجستيًا لتوفيره، وبخاصة الإنترنت، كي لا يضيع العام الدراسي عليهم، بسبب الأحداث الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية.

شكّلت زيارة السفير البابوي بورجيا مفاجأة مؤثّرة له ولأهالي القرى الحدودية الذي يشعرون بأنهم متروكون، وحتى مستهدفين في وجودهم. ففي كلّ لقاء مع الأهالي والراهبات والرهبان، والفاعليات البلدية والأهلية تتكرّر الأخبار المأسوية نفسها، وأظهر الناس امتنانهم لتفقّد القاصي الرسولي وسوليداريتي لهم، فيما كانت كلماته مشجّعة روحيًا وإنسانيًا، وعمليًا، إذ أعلن استمرار تعاون السفارة البابوية مع مؤسسة سوليداريتي كاشفًا عن تقديمه مساهمة مالية عاجلة لدعم جهودها عمومًا ومساعداتها للمناطق الحدودية المتضررة خصوصًا، في القريب العاجل.