فرنسا تغض الطرف عن جرائم إسرائيل في غزة، وتثير بذلك الغضب في العالم العربي. وترجع مصادر فرنسية هذا الموقف إلى الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الحكومة الفرنسية.


أصدرت فرنسا بياناً يوم الخميس، أعربت فيه عن "قلقها العميق" إزاء حصيلة الضربات الإسرائيلية الثقيلة التي أصابت المدنيين في مخيم جباليا في قطاع غزة. وكررت باريس دعوتها من أجل "هدنة إنسانية فورية" تمكّن من إيصال المساعدات للمحتاجين إليها بشكل "مستدام، آمن وكافٍ".

لكن فرنسا، على غرار الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، لم تذهب أبعد من التعبير عن القلق، فلم تصدر عنها أي إدانة لأعمال القصف الجوي والبري والبحري التي تنصبّ على غزة، منذ الثامن من الشهر الماضي.

وبحسب مصادر سياسية فرنسية، فإن امتناع باريس عن الذهاب أبعد مما ذهبت إليه مرده إلى 3 أمور:

  • الضغوط الداخلية التي تتعرض لها السلطات الفرنسية من اليمين التقليدي واليمين المتطرف والأوساط اليهودية الفرنسية وتلك الموالية لإسرائيل ومن الوسط الإعلامي.
  • الانقسامات الداخلية الأوروبية، حيث عجز قادة الاتحاد الأوروبي، حتى اليوم، عن تخطي الدعوة إلى "هدنات إنسانية متكررة".
  • الموقف الأميركي الذي يحاكي ما تريده إسرائيل، والذي يرى أن وقف النار "ليس الموقف الصحيح".

ونتيجة لهذا الموقف، فقد تصاعد الشعور المعادي لفرنسا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أن سياستها "موالية إسرائيل" بشكل عام. ومن النتائج المباشرة لهذه المقاربة أن العراق أعلن تأجيل "مؤتمر بغداد للاستقرار الإقليمي" الذي كان يُفترض أن يحصل، نهاية الشهر الحالي.

وبينما تحاول فرنسا التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تجاوز موقفها المتحفظ من الحرب، وهو ما يثير المزيد من الجدل والانتقاد.


المصدر : الشفافية نيوز