شهدت علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر تدهوراً غير مسبوق في العام الماضي، على خلفية قرار الحزب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وهو ما يعارضه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي تقاطع مع قوى المعارضة لإسقاطه بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.


على وقع حرب غزة، عاد بعض النبض إلى علاقة الطرفين مع مبادرة باسيل للتواصل مع معظم القوى السياسية، ومن ضمنها حزب الله. وسُجل اتصال هاتفي بين باسيل وأمين عام حزب الله حسن نصر الله قيل إنه بحث "حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية".

ويعود السبب في سعي حزب الله للتقرب مجدداً من باسيل إلى أنه يدرك أن البيئة الحاضنة له ولجمهوره، في حال توسع رقعة الحرب، لن تكون بحجم ما كانت عليه في عام 2006، خاصة بعدما بينت حادثة الكحالة أن حتى البيئة "العونية" لم تعد تحتضنه، لذلك يسعى لاجتذابها مجدداً إليه.

أما باسيل، فيحاول أن يستثمر مواقفه من قتال الحزب جنوباً، بملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وحتى بملف رئاسة الجمهورية، إذ يرفض رفضاً قاطعاً طرح تمديد ولاية العماد عون التي تنتهي مطلع العام المقبل، وهو يعتمد على حزب الله لإحباط ذلك.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر تشهد تحسناً، وهو ما يعزى إلى المصالح المتبادلة بين الطرفين، حيث يسعى حزب الله إلى الحصول على غطاء مسيحي لعملياته في جنوب لبنان، بينما يسعى باسيل إلى إحباط تمديد ولاية قائد الجيش العماد عون.


المصدر : الشرق الأوسط