في ظل تصاعد جرائم الخطف والإخفاء القسري للمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، أعلنت الجماعة عن دفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة الحديدة، مما أثار مخاوف من قيام الجماعة بتصفية وإعدامات للمختطفين في سجونها.


في ظل تصاعد جرائم الخطف والإخفاء القسري للمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، أعلنت الجماعة عن دفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة الحديدة، مما أثار مخاوف من قيام الجماعة بتصفية وإعدامات للمختطفين في سجونها.

وادعت النيابة الخاضعة للحوثيين أن عملية الدفن الجماعي تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن الجثث كانت متحفظاً عليها في ثلاجة مستشفى الثورة العام بالمحافظة.

ورجح محامون وحقوقيون في صنعاء أن تكون تلك الجثث تعود لمختطفين تمت تصفيتهم داخل سجون ومعتقلات الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية أعلنت عن دفنها منذ مطلع هذا العام لما يربو على 104 جثث لمجهولي الهوية، منها 53 جثة مجهولة في صنعاء، و89 جثة أخرى في الحديدة وذمار.

وبدلًا من تسليم الجماعة جثامين بعض المخطوفين والمعتقلين ممن قضوا تحت التعذيب في سجونها إلى عائلاتهم خوفًا من المطالبة بإخضاعهم للتشريح الجنائي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء مقتلهم، تلجأ في كل مرة إلى القيام بعمليات دفن جماعي للجثث بزعم أنها لأشخاص مجهولي الهوية.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن مواصلة الانقلابيين عمليات الدفن بمناطق سيطرتهم للجثث التي يزعمون أنها لمجهولين، تأتي من أجل إفراغ ثلاجات الموتى بالمستشفيات الحكومية في المحافظات التي هي تحت سيطرتهم لعناصرهم الذين يُقتلون أثناء المواجهات المتقطعة مع القوات الحكومية عند خطوط التماس.

وأثارت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة في محافظة الحديدة تساؤلات بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط المنظمات المعنية بحقوق الإنسان؛ إذ أكد الناشطون أن تكرار دفن العشرات من تلك الجثث المجهولة في مناطق تحت سيطرة الجماعة يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الضحايا ولأسرهم الذين لا يعرفون شيئًا عن مصيرهم.

واتهم الناشطون جماعة الحوثي بمواصلتها محو آثار جرائمها ضد مئات المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب في سجونها، وقيامها بحفر قبور جماعية للعشرات منهم في مناطق تحت سيطرتها.

وكانت تقارير حكومية سابقة قد أفادت بمقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة تسع سنوات منصرمة، في حين وثقت تقارير حقوقية أخرى تعرّض ما يزيد على ألف مدني بينهم نساء وأطفال للاعتقال والخطف على يد مشرفي الجماعة في العامين الماضيين.

وسبق للجماعة الحوثية أن أقرّت، العام قبل الماضي، بوجود 715 جثة مجهولة الهوية في عدد من المشافي الحكومية في مناطق تحت سيطرتها.

ونفذت الجماعة في عام 2020 ثلاث مراحل دفن لأكثر من 232 جثة، من أصل 715 جثة في صنعاء ومحافظتي الحديدة وذمار، وادّعت أنها لأشخاص مجهولي الهوية.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم.

وطالبت المنظمة بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية.


المصدر : الشفافية نيوز