أجرت الولايات المتحدة والصين، محادثات نادرة بشأن الحد من الأسلحة النووية، في أول اجتماع مخصّص للأسلحة النووية بين القوتين العظميين منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.


وتأتي هذه المحادثات في وقت تعرب فيه الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الترسانة النووية المتنامية للصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين: «لقد دعونا باستمرار جمهورية الصين الشعبية إلى الانخراط بشكل جوهري في قضايا الحدّ من التسلح والحدّ من المخاطر الاستراتيجية».

وأضاف أنّ «هذا الانخراط هو مواصلة لجهود إدارة العلاقة بحسّ من المسؤولية، وضمان عدم تحوّل المنافسة إلى صراع».

ومن المتوقّع أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل على هامش قمة آسيا-المحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، في أول اجتماع منذ عام بين رئيسي أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وجرت محادثات الإثنين بين مالوري ستيوارت، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للحدّ من التسلّح والتحقّق والامتثال، وسون شياوبو، المدير العام لإدارة الحدّ من الأسلحة في وزارة الخارجية الصينية.

وتبادل الجانبان وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا على غرار تنفيذ المعاهدات الدولية للحدّ من الأسلحة ومنع الانتشار النووي.

وفي تقرير أعدّته بطلب من الكونغرس الشهر الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إنّ الصين تطوّر ترسانتها النووية بسرعة أكبر مما كانت الولايات المتّحدة تتوقّعه، مضيفة أن الصين تمتلك أكثر من 500 رأس حربية نووية جاهزة للاستخدام منذ مايو/أيار 2023، ومن المرجّح أن يكون لديها أكثر من ألف رأس بحلول عام 2030.

وتمتلك الولايات المتحدة حالياً نحو 3700 رأس حربية نووية، خلف روسيا التي تمتلك نحو 4500 رأس، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الذي أحصى 410 رؤوس نووية لدى الصين.

وسعت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، متوجّسة من تنامي الترسانة الصينية، إلى توسيع نطاق معاهدة ستارت الجديدة للأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة، لكي تشمل الصين.

ووافق الرئيس جو بايدن عند توليه منصبه على تمديد معاهدة ستارت الجديدة حتى فبراير/شباط 2026.

 

الأهمية الاستراتيجية للمحادثات

تأتي هذه المحادثات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة والصين، خاصة في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويرى خبراء أن هذه المحادثات تمثل خطوة مهمة في اتجاه خفض التوتر بين القوتين العظميين، وتعزيز التفاهم بينهما حول القضايا الأمنية.

ويرى البعض أن هذه المحادثات قد تؤدي إلى تحقيق تقدم في قضايا الحد من الأسلحة النووية، خاصة إذا نجحت الدولتان في بناء الثقة بينهما.

ويرى آخرون أن هذه المحادثات قد لا تحقق اختراقاً كبيراً، وأنها قد تقتصر على تبادل وجهات النظر حول القضايا النووية.

 

التحديات التي تواجه المحادثات

 ترى الولايات المتحدة أن الصين تمثل تهديداً لأمنها القومي، وتسعى إلى الحد من تسلح الصين النووي.

 تتسم العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بالتنافس الشديد، مما يعرقل عملية التفاوض بينهما.

لا توجد معاهدة دولية تنظم المحادثات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الحد من الأسلحة النووية.

 

تمثل هذه المحادثات خطوة مهمة في اتجاه خفض التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وتعزيز التفاهم بينهما حول القضايا الأمنية.

ومع ذلك، فإن هذه المحادثات تواجه تحديات كبيرة، قد تؤدي إلى عدم تحقيق تقدم ملموس في قضايا الحد من الأسلحة النووية.


المصدر : الشفافية نيوز