شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تطورات خطيرة، حيث توسعت رقعة المواجهات إلى 60 كيلومتراً، شملت مناطق تصل إلى مشارف حيفا الإسرائيلية، وقضاء جزين وإقليم التفاح اللبنانيين.


وجاء هذا التطور بعد إعلان "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" إطلاق 16 صاروخاً من الجنوب في اتجاه نهاريا وجنوب حيفا، لكن إسرائيل تعاملت مع هذه الصواريخ على أساس أنّ مطلقها هو "حزب الله".

ووصف عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إطلاق الصواريخ بأنه "عمل إرهابي"، وأعلن أنّ إسرائيل سترد على هذا الاعتداء "بضربة شديدة".

وأعلنت إسرائيل قصف جبل صافي الواقع بين قضاء جزين وإقليم التفاح، أي خارج منطقة القرار 1701.

وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، غاب الموقف الرسمي اللبناني عن السمع، حيث لم يصدر أي بيان من الحكومة اللبنانية أو من أي من الأحزاب السياسية.

وحذرت قوات "اليونيفيل" من أنّه صار "من الصعب استعادة الاستقرار، كما كان في جنوب لبنان"، وأعربت عن خشيتها من "وقوع الأخطاء التي تؤدي الى تصعيد أخطر في لبنان".

وخارج لبنان، تفاعلت تطورات الجنوب مع تحذير البيت الأبيض من أنّ "تأثير توسع النزاع إلى لبنان سيكون دماراً لا يمكن تصوره".

 

السيناريوهات المحتملة

سيناريو التصعيد وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، حيث من المتوقع أن تستمر إسرائيل في قصف مواقع حزب الله في جنوب لبنان، في رد على إطلاق الصواريخ من جانب الحركة. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، والتي قد يكون لها عواقب وخيمة على لبنان والمنطقة.

سيناريو وقف إطلاق النار وهو السيناريو الأقل ترجيحاً، حيث قد يتدخل الوسطاء الدوليون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. لكن من المرجح أن يكون وقف إطلاق النار مؤقتاً، وأن تستمر التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

سيناريو عودة الهدوء وهو السيناريو الأبعد ترجيحاً، حيث قد يتراجع حزب الله عن إطلاق الصواريخ، وتعود الهدوء إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية. لكن من غير المرجح أن يحدث هذا، حيث أنّ حزب الله يسعى إلى الضغط على إسرائيل للتوصل إلى تسوية عادلة للملف الحدودي.

 

تداعيات على لبنان

تصعيد التوترات الطائفية في لبنان بحيث أنّ حزب الله هو قوة سياسية وعسكرية مدعومة من الشيعة، بينما إسرائيل هي دولة يهودية. وقد يؤدي التصعيد في الجنوب إلى زيادة التوترات الطائفية في لبنان، والتي قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية.

تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان بحيث أنّ لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة. وقد يؤدي التصعيد في الجنوب إلى تفاقم هذه الأزمة، حيث قد يؤدي إلى توقف المساعدات الدولية للبنان، وزيادة معدلات التضخم والبطالة.

عزلة لبنان الدولية بحيث أنّ المجتمع الدولي يسعى إلى تفادي اندلاع حرب جديدة في لبنان. وقد يؤدي التصعيد في الجنوب إلى عزل لبنان دولياً، حيث قد تفرض الدول الغربية عقوبات على لبنان.

ويبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأيام المقبلة. لكن من الواضح أنّ الوضع الحالي يشكل تهديداً خطيراً للبنان والمنطقة.


المصدر : الشفافية نيوز