أثارت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث، مخاوف من تداعياتها على الاقتصاد العالمي، حيث حذر خبراء من مخاطر حدوث "ركود عالمي" وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.


ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار الصراع في الشرق الأوسط، حيث تشهد المنطقة توترات سياسية وأمنية حادة، من بينها الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وحذر كبير خبراء الاقتصاد لدى البنك الدولي، إندرميت غيل، من أن الصراع في الشرق الأوسط "يلقي بظلاله حتما على الاقتصاد العالمي، ويهدد بإضعاف النمو الاقتصادي، وإعادة إشعال أسعار الطاقة والغذاء".

وأضاف غيل أن "هناك 3 سيناريوهات للمخاطر، استنادا إلى صراعات في المنطقة منذ السبعينيات، مع التدرج في زيادة المخاطر وعواقبها".

وقال البنك الدولي إن من شأن سيناريو "الاضطراب البسيط"، الذي يعادل تأثير انخفاض إنتاج النفط الذي حدث خلال الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، بما يتراوح بين 500 ألف ومليوني برميل يوميا، أن يدفع أسعار النفط إلى نطاق بين 93 و102 دولار للبرميل في الربع الرابع.

وأضاف أن من شأن سيناريو "الاضطراب المتوسط"، الذي يعادل تقريبا أثر حرب العراق عام 2003، أن يقلص إمدادات النفط العالمية بين 3 و5 ملايين برميل يوميا، ليدفع الأسعار للارتفاع إلى ما بين 109 و121 دولارا للبرميل.

أما سيناريو "الاضطراب الكبير"، فيقارب تأثير الحظر النفطي العربي عام 1973، الذي أدى إلى تراجع إمدادات النفط العالمية بين 6 و8 ملايين برميل يوميا. وهذا من شأنه أن يؤدي في البداية إلى صعود الأسعار إلى ما بين 140 و157 دولارا للبرميل، أي قفزة تصل إلى 75 بالمئة.

 

ويرى محللون أن هذه التداعيات المحتملة للحرب في الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي ستكون خطيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى ركود عالمي، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وتفاقم التضخم.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ الاقتصاد بمعهد العلوم السياسية في باريس، ألكسندر كاتب، إن "الحرب في الشرق الأوسط تؤدي إلى مخاطر أكبر (على الاقتصاد العالمي) وتخلق حالة من عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين، وهذا ما نراه اليوم في الأسواق التي تعيش وضعا متوترا".

وأضاف كاتب أن "الاقتصاد العالمي كان يعاني من تباطؤ حتى من قبل اندلاع الحرب الحالية، بسبب تراجع النمو في الصين بعد كوفيد-19".

وتابع أن "الاقتصاد العالمي يتجه نحو الركود"، مشيرا إلى أن "كل تلك العوامل تؤدي إلى سيناريو الركود الكبير" في الاقتصاد العالمي، مع استمرار حرب الشرق الأوسط الجديدة.

 

ويرى خبير الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، مستشار المركز العربي للدراسات، أبوبكر الديب، أن "احتمال تحول الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، إلى صراع إقليمي، سيلقي بظلاله حتما على الاقتصاد العالمي، ويهدد بإضعاف النمو الاقتصادي، وإعادة إشعال أسعار الطاقة والغذاء".

وأضاف الديب أن "قطاع الطاقة دائما ما يتأثر بشكل سلبي بالحروب والتوترات الدولية، التي ترفع من أسعار النفط والوقود، وتؤثر في الاقتصاد الخاص بكل دولة".

وأكد الديب أن "التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط"، مرجحا أن تكون "التقلبات سمة أسواق النفط خلال المرحلة المقبلة".

في ظل استمرار الحرب في الشرق الأوسط، تبقى المخاوف من تداعياتها على الاقتصاد العالمي قائمة، حيث يمكن أن تؤدي إلى ركود عالمي، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وتفاقم التضخم.


المصدر : الشفافية نيوز