ما زالت  الضّغوط الداخلية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مستمرة. ويجري الحديث عن صفقة مرتقبة لتبادُل مجموعة من الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" مقابل هدنة إنسانية داخل قطاع غزة.


ولم تنجح العملية الإسرائيلية حتى اللحظة في تحرير الرهائن، ويطالب غالبية الإسرائيليين على مقترح صفقة واسعة لتبادل الأسرى، تقضي بإطلاق سراح 6 آلاف فلسطيني مقابل الإفراج عن 240 رهينة لدى حماس منذ 7 تشرين الأول.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مكالمة هاتفية، على الموافقة على وقف إطلاق النار 3 أيام للسماح بتحقيق تقدم في إطلاق سراح بعض الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.

تعتبر الباحثة الأميركية المختصة بقضايا الشرق جاكلين دياز أن إسرائيل ستكون مضطرّة للتفاوض بشأن تحرير الرهائن، بسبب الضغوط التي تتعرّض لها حكومة نتنياهو.

وتضيف دياز إن القوات البرية الإسرائيلية تمكّنت من تحرير جندي رهينة بعد توغّلها في غزة، لكن من غير المرجّح أن تتمكّن القوات من تحرير مئات آخرين، حيث يعتقد أن حماس تحتجزهم في متاهة من الأنفاق والغرف تحت الأرض.

و تكثّف العائلات الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، وتطالب بعقد اجتماعات مع نتنياهو، وتتهم الحكومة بعدم إعطاء الأولوية لإطلاق سراح أحبائهم على حساب القصف العسكري الإسرائيلي على غزة، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني.

وتتابع دياز إن ‎هدف القضاء على حماس قد لا يتوافق مع إطلاق سراح أكثر من 240 رهينة، ويعترف بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين سرا بأنه قد يتعين إبرام صفقة "مؤلمة للغاية" من نوع ما.

ولفتت وسائل إعلام عبرية، مساء الأربعاء، إلى أن إسرائيل "مستعدة للتفكير في إطلاق سراح سجناء أمنيين (أسرى فلسطينيين)، مقابل صفقة كبيرة وواسعة تشمل إطلاق سراح عدد من المختطفين لدى حركة حماس في غزة".

وقالت نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إنه "على خلفية محاولات قطر والولايات المتحدة التوصّل لصفقات صغيرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل مستعدّة وراغبة في النظر في إطلاق سراح سجناء أمنيين، مقابل صفقة كبيرة وواسعة تشمل إطلاق سراح عدد من المختطفين".

كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "على الطاولة العديد من الخيارات المطروحة، لكن لا يوجد شيء ملموس في الوقت الحالي".

وكان قد  أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، الثلاثاء, أنه كان قبل عدة أيام على وشك الإفراج عن 12 مُحتجزا في غزة من حملة الجنسيات الأجنبية إلا إسرائيل عرقلت ذلك.

وأَضاف في بيان، نشره موقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع للحركة: "ما زلنا نؤكد أننا على استعدادٍ للإفراج عنهم، لكن الوضع الميداني والعدوان الصهيوني الذي يهدّد حياتهم يُعيقان إتمام ذلك".

وصدر هذا البيان جاء بعد  تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لشبكة "آيه بي سي نيوز" الأميركية، بأن إسرائيل ستدرس "هُدَن تكتيكية قصيرة" في القتال في غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السّماح بخروج الأشخاص الذين تحتجزهم حماس.

إلا أنه قال: "حسنا، لن يكون هناك وقف عام لإطلاق النار في غزة دون إطلاق سراح رهائننا".

وكانت تل أبيب قد رفضت عرضا من حماس في 28 تشرين الأول بأنها على استعدادٍ لإطلاق سراح كل الرهائن، لكن مقابل إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين.

يُذكر أنه يوجد بالسجون الإسرائيلية 5250 فلسطينيا حتى يوم 3 تشرين الأول الماضي، وفق إحصاء نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بينما تحتجز حماس منذ 7 تشرين الأول 239 أسيرا إسرائيليا ومن حملة جوازات السفر الأجنبية، حسب الجيش الإسرائيلي.

وضمن الأسرى الفلسطينيين نحو 560 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لقتلهم مدنيين وجنودا إسرائيليين على مدى عقود، حسب قدورة فارس، المسؤول الفلسطيني في الضفة الغربية الذي يشرف على شؤون الأسرى، وأوضح أن من بينهم نحو 65 امرأة و250 قاصرا.

 


المصدر : سكاي نيوز