ترى بكركي أنّ النزوح السوري يشكّل تهديدًا وجوديًا للوجود المسيحي في لبنان، لذلك تعمل على حثّ الدول الفاعلة على مساعدة لبنان على حلّ هذه الأزمة.


 

ليست مشكلة النزوح ذات طابع لبناني فقط، فهي مرتبطة بالنظام السوري وبالموقف الإقليمي والدولي. وعلى رغم تسلم فريق "حزب الله" السلطة في لبنان، لم يُعطِ النظام السوري أي تنازل يسمح بإعادة النازحين.

وتُعتبر أوروبا القارة الأكثر إلماماً بملف النازحين، لكنها لا تشعر بأي أسف للتغيير الديموغرافي الذي قد يطرأ إذا بقي أكثر من مليونَي سوري على أرض لبنان.

في بداية أزمة النزوح، كان لدى الفاتيكان رؤية مختلفة لا تتناسب وحجم الحدث، إذ لام الكنيسة المارونية والرهبانيات على عدم فتح الأديرة أمام النازحين.

واكتشف الفاتيكان أنّ مخاوف اللبنانيين نابعة من خوف على الوجود، فلا يمكنه أن يضرب الديموغرافيا المسيحية في البلد الوحيد الذي يتمتّع فيه المسيحيون بحضور سياسي وازن.

فهم الفاتيكان أخيرًا أنّ ملف النزوح ليس إنسانيًا فقط، فعند إنطلاق الحرب السورية كان هناك سوريون هاربون من قصف النظام والقتل والتهجير، لكن معظم المناطق السورية أصبحت آمنة.

هناك من ضلّل الفاتيكان ولم يُطلعه بطريقة صحيحة على حجم الكارثة التي يسبّبها النزوح.

لا يُشكّك أحد في حرص الفاتيكان على لبنان، لكن المشكلة في مقاربة الملفات بواقعية وليس بطريقة وجدانية أو حقوقية.

ينتظر الشعب اللبناني تحركًا فاتيكانياً خارجًا عن إطار ما تروّج له بعض المنظمات التي تهدف إلى توطين السوريين تحت عنوان القيم وحقوق الإنسان وعدم التفرقة بين الشعوب.


المصدر : الشفافية نيوز