خلال لقاءاتهم الأخيرة، أفاد أحد الدبلوماسيين اللبنانيين الناشطين بأن المسؤولين الغربيين عبروا عن قلقهم إزاء وقوع حرب واسعة بين لبنان وإسرائيل. وقد شددوا على ضرورة أن يعمل لبنان بجدية على تفادي هذا السيناريو.


وأشار إلى أن هناك معلومات متفرقة تشير إلى تخوف الغرب من تنفيذ إسرائيل ضربة قوية على لبنان وحزب الله.

من جهة أخرى، رأى دبلوماسي آخر متابع للمواقف الغربية أن مبدأ الحفاظ على استقرار لبنان مازال قائمًا، استنادًا إلى المصالح الخارجية ولا سيما المصالح الغربية. حيث أكد أن أي بلد فاعلة لا تريد حدوث انهيار في لبنان، لأن ذلك سيجرها إلى وقوع أحداث غير محمودة.

ومع استمرار الحرب في قطاع غزة، تم الإسراع في جهود الأميركيين للحد من انتشار النيران في المنطقة وضبط الأوضاع لمنع تمددها، خاصة إلى لبنان. وعلى هذا الأساس، قام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، بالتوجه إلى دول الشرق الأوسط للقاء المسؤولين هناك على وجه السرعة، حتى من دون جدولة مسبقة. ويتفق الأميركيون، الأوروبيون، والروس على الاهتمام بتفادي انجرار لبنان إلى تدهور يهدد مصالحهم في المنطقة، بالإضافة إلى مخاوفهم من وقوع حرب شاملة تؤثر سلبًا على الجميع.

وبحسب الظروف الراهنة، فقد أصبحت هناك عوامل معقدة تؤثر في سياسة إسرائيل وعلاقتها مع الدول الغربية والقوى الإقليمية في المنطقة. قدم الأميركيون والأوروبيون دعمًا عسكريًا لإسرائيل من خلال الأساطيل، مما دفعها للتحلي بالقوة وإعادة استعادة قوتها العسكرية الخاصة وقدرتها على الدفاع، بغض النظر عن الدعم الغربي. وهذا ما دفعها إلى شنّ هجمات قوية على قطاع غزة، حيث كانت تسعى لتحقيق هيبتها العسكرية وتأمين قوة ردعها. 
ومع ذلك، تم إفشال هذا المخطط الإسرائيلي بفضل رفض الولايات المتحدة والتأثير العالمي. قد يتعذر الآن على إسرائيل تنفيذ هجوم كبير مستباق ضد حزب الله بسبب تعثر تقدمها السريع في غزة وتغيير المخططات العسكرية. وعلى الرغم من تعديل المخطط، لا يزال الإسرائيليون يرون أن حزب الله قادر في أي وقت على اختطاف المستوطنين أو تنفيذ عمليات مماثلة لتلك التي نفذتها حماس.


بالنسبة لحزب الله، فإن التزامه بضربات محدودة ودعم الفلسطينيين دون توسيع نطاق الصراع مع إسرائيل يعود في الأساس إلى التهديدات الأميركية. يرى أحد الدبلوماسيين أن توسيع الحرب يعني أن المعركة باتت مع الولايات المتحدة وليس إسرائيل، وهذا يعني أن حزب الله لا يمكنه مواجهة الأميركيين مباشرة. في الواقع، تستخدم واشنطن الآن أدواتها السياسية والدبلوماسية مع جميع الدول في المنطقة من أجل محاولة إحلال السلام وتجنب تصعيد الصراعات.


المصدر : الشفافية نيوز