في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وتصاعد احتمالات توسّع رقعة الحرب، يشهد لبنان حركة كثيفة للطائرات العسكرية الأجنبية، لا سيما الأمريكية والهولندية والبريطانية.


وبحسب صحيفة "الأخبار"، فإن 32 طائرة عسكرية حطّت في مطار بيروت الدولي وقاعدة حامات العسكرية الجوية، بين الثامن من تشرين الأول الماضي والعاشر من تشرين الثاني الجاري، بمعدل طائرة يومياً.

وبعضها من النوع الضخم، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا النشاط المستجدّ، بأبعد ممّا يتم ترويجه عن أنه يتعلق بإخلاء السفارات أو تعزيز إجراءاتها الأمنيّة.

 

إطفاء إشارات الطائرات الأمريكية

وأكثر علامات الاستفهام، تتعلق بحركة الطائرات الأمريكية، التي حطّ منها 6 في مطار بيروت و3 في حامات.

وقامت 5 طائرات أمريكية من طراز CN35 حطّت في مطار بيروت بين 21 تشرين الأول و9 الجاري بإطفاء إشاراتها (ADS-B) لعدم ترصّدها من قبل أجهزة تعقّب الطائرات، في خرقٍ واضح لقوانين الطيران التي تراعي السلامة العامّة، وما يُعرّضها للحوادث مع الطائرات المدنية في المجال نفسه.

ووفق خبراء، فإن الطائرات عادةً لا تقوم بإطفاء إشاراتها إلا في حال قيامها بعمليات عسكرية كما هي الحال مع طائرات العدو الإسرائيلي عندما تقصف أهدافاً في سوريا.

ويؤكد مدير موقع Intel sky طلال نحلة أنّه لم يسبق أن قام سلاح الجو الأميركي بإطفاء إشارته، إذ إن الطائرة التي أقلّت الرئيس الأميركي جو بايدن، مثلاً، في زيارته لكيان العدو الشهر الماضي لم تفعلها، ولا حتى الطائرة العسكرية التي نقلت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولاته الأخيرة على المنطقة.

 

ويذهب نحلة إلى الربط بين الطائرات الأمريكية التي تنقّلت بين لبنان وأكروتيري والطائرات الهولنديّة التي نشطت بين لبنان والقاعدة العسكريّة في بافوس، وخصوصاً أنّ القاعدتين، بافوس وأكروتيري، تقعان في البلد نفسه (قبرص) وتبعد إحداهما عن الأخرى مسافة أقل من 20 دقيقة.

وكان يفترض أن تهبط في مطار بيروت «بشكل سرّي» 6 طائرات أميركية، إلا أن اثنتين ألغتا رحلتيهما إلى بيروت في 27 تشرين الأوّل الماضي و4 تشرين الثاني الجاري، فيما قدمت البقية من قاعدة أكروتيري.

وحطّت 4 طائرات عسكريّة أُخرى في لبنان، 3 منها في قاعدة حامات، إضافة إلى طائرة من طراز «Dornier C-146A Wolfhound» لم تزر لبنان منذ أكثر من عامين، وهي مخصصة للتدريبات المشتركة بين الجيشين اللبناني والأميركي.

 

طائرة بريطانية إلى تل أبيب

ضمن حركة الطائرات العسكريّة النشطة، تثار أكثر علامات الاستفهام حول طائرة Airbus A400M Atlas البريطانيّة لنقل العتاد والعديد، وهي الوحيدة التي أتت من أربيل إلى القاعدة البريطانية في أكروتيري، ثم حطّت في قاعدة حامات قبل أن تنتقل إلى أكروتيري لبعض الوقت لتعود وتحطّ في مطار اللدّ في فلسطين المحتلة.

ويُفسّر نحلة هذا المسار بأنّه فعلياً من لبنان إلى تل أبيب، مذكّراً بأنّ كل الطائرات الديبلوماسيّة التي تُريد الانتقال من مطار بيروت إلى تل أبيب عليها أن تحطّ في بلدٍ وسيط قبل التنقّل بين البلدين، وهو ما حصل مثلاً مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أخيراً.


المصدر : الشفافية نيوز