عقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا، قمة "بنّاءة ومثمرة" أعادت إطلاق الحوار بين البلدين المتنافسين، لكنها أخرجت أيضاً إلى العلن الخلافات التي تباعد بين واشنطن وبكين، ولا سيّما حول ملف تايوان.


وبدا لافتاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بايدن فور انتهاء القمة قوله إنه لا يزال يعتبر نظيره الصيني"ديكتاتوراً".

وقال بايدن إن القمة كانت "بنّاءة ومثمرة"، مشيراً بالخصوص إلى أنها أفضت إلى اتّفاق على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى بين البلدين وآخر على إجراءات ترمي لمكافحة مخدّر الفنتانيل، الذي تحول تهريبه والادمان عليه في اميركا الى معضلة جدية.

ومن أبرز ما أفضت إليه القمّة التي عقدت في وودسايد بولاية كاليفورنيا واستغرقت قرابة أربع ساعات اتّفاق أميركي-صيني "على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام"، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)الرسمية.

وقالت شينخوا إن شي وبايدن اتّفقا أيضاً على عقد محادثات حكومية ثنائية بشأن الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن العمل على مجموعة عمل حول التعاون بين البلدين في مكافحة المخدرات.

وحذّر الرئيس الصيني نظيره الأميركي من أن بكين غير راضية عن العقوبات والقيود المفروضة من جانب الولايات المتّحدة ضدّ شركاتها.

وقال شي إن "الإجراءات الأميركية ضدّ الصين في ما يتعلّق بتقييد الصادرات والتدقيق بالاستثمارات والعقوبات الأحادية الجانب تلحق ضرراً خطيراً بالمصالح المشروعة للصين".

وأضاف أن "قمع العلوم والتكنولوجيا في الصين يحدّ من التنمية العالية الجودة في الصين ويحرم الشعب الصيني من حقّه في التنمية".

من جهته أعلن بايدن أنّه اتّفق مع نظيره الصيني على التحادث هاتفياً "مباشرة وفوراً" عند حدوث أي أزمة.

وعلى صعيد مكافحة مخدّر الفنتانيل، الآفة التي تعاني منها الولايات المتحدة حالياً، قال مسؤول أميركي كبير أن الرئيس الصيني شي جينبيغ وافق خلال قمّته مع نظيره الأميركي جو بايدن على اتخاذ إجراءات مهمّة من شأنها أن تخفض "بشكل كبير" إنتاج مكونات مخدر الفنتانيل الذي أدّى الإدمان عليه إلى أزمة في الولايات المتحدة.

وأوضح المسؤول الأميركي للصحافيين أن الصينيين "يتخذون عدداً من الخطوات الرامية لتقليص تلك الإمدادات بشكل كبير"، مضيفاً: "إنّها مجموعة كبيرة من الخطوات التي وافق الصينيون على اتخاذها في محاولة لمعالجة" هذه الآفة.

لكن هذه الأجواء الإيجابية لم تذلّل الخلافات العميقة التي تباعد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، ولا سيّما ملفّا التجارة وتايوان.

كما طالب شي نظيره الأميركي جو بايدن بأن تكفّ واشنطن عن تسليح تايوان، مؤكداً له "حتمية" إعادة ضمّ الجزيرة إلى البر الصيني، وفقاً لبكين.

وفي ختام مؤتمره الصحافي، قال بايدن ردّاً على سؤال عمّا إذا كان لا يزال يعتبر شي ديكتاتوراً "حسناً، إنّه ديكتاتور بمعنى أنّه رجل يدير دولة، دولة شيوعية، تقوم على نظام حكم يختلف تماماً عن نظامنا".


المصدر : الشفافية نيوز