شات جي بي تي: أداة تعليمية ثورية بإمكانيات هائلة، لكنها تواجه تحديات أخلاقية وتقنية.


يرى بعض المفكرين ورجال الأعمال أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جي بي تي، يمكن أن يلعب دوراً ثورياً وإيجابياً كبيراً في كافة المجالات بما في ذلك التعليم.

ويرى هؤلاء المتحمسون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يوفر التعليم المفصل وفق الاحتياجات الفردية لكل طالب، وتقديم الدروس الخصوصية والمساعدة على حل الواجبات المنزلية، والمساعدة على تعلم اللغات من خلال توفير المحادثات والشروح والترجمات بلغات متعددة، ومساعدة الطلاب والباحثين في العثور على المعلومات بسرعة، وتلخيص المقالات، وإنشاء الاستشهادات، ومساعدة الطلاب في تحسين مهاراتهم الكتابية عبر تقديم اقتراحات نحوية وأسلوبية، ومساعدتهم في توليد الأفكار وكتابة المقالات والتقارير، ومساعدة المعلمين في إنجاز مهامهم الإدارية كإدارة جداول الحصص أو الإجابة على استفسارات الطلاب الشائعة، وتوفير للمعلمين إمكانية تطوير المواد التعليمية وإنشاء دروس تفاعلية وتصميم الاختبارات والواجبات.

أما المعارضون لفكرة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، فيرون أن هذه التقنية يمكن أن تؤدي إلى "سرقة أدبية عالية التقنية" و"طريقة لتجنب التعلم"، وأنها تساهم في انتشار الغش والانتحال، وتؤدي إلى تعطيل تقليد المقالة الجامعية الذي كان مركزاً للتربية العلمية والإنسانية لأجيال عديدة.

وقد قامت العديد من المدارس والمناطق والإدارات التعليمية حول العالم بحظر استخدام شات جي بي تي بالفعل وأضافته إلى قوائم حظر مواقع شبكة الإنترنت الأخرى الخاصة بها.

غير أن نظام المدارس العامة في مدينة نيويورك الذي سبق له أن تبنى هذه السياسة، قام بتغيير موقفه في مايو/أيار الماضي وسمح للمعلمين باستخدام شات جي بي تي عندما يرون ذلك مناسباً.

وللتخفيف من مخاطر الغش والانتحال بسبب استخدام شات جي بي تي، أطلقت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) المطور لشات جي بي تي تطبيقاً باسم مصنف نص الذكاء الاصطناعي (AI Text Classifier) تم تصميمه للسماح لأي شخص -بما في ذلك المعلمين- بنسخ أي نص ولصقه وتحديد ما إذا كان مكتوباً بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا.

ولكن انتهى الأمر بإيقاف هذا التطبيق نظراً إلى معدل دقته المنخفض، فمثلاً صنف هذا التطبيق بعض النصوص المكتوبة بواسطة البشر -مثل مسرحيات شكسبير وإعلان الاستقلال الأميركي- على أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

ويرى البعض أن الجدل حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم هو جدل صحي، ويعكس أهمية مناقشة الآثار المحتملة لهذه التقنية على العملية التعليمية.

ويؤكد هؤلاء أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم يجب أن يتم بشكل مسؤول ومدروس، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة لهذه التقنية، وتطوير آليات للحد منها.


المصدر : الشفافية نيوز