بين جنون المتهورين وتخوّف اللبنانيين و.. لبنان لا يريد الحرب
18-11-2023 02:27 PM GMT+02:00
حالةٌ من الخوف والهلع يعيشها الشعب اللبناني منذ بداية حرب غزة، خصوصًا وأنّ شرارتها امتدت إلى الداخل اللبناني بعد تدخل حزب الله في هذه المعركة باستخدامه الجنوب اللبناني، وتأييده للعملية التي قامت بها حركة حماس في 7 أكتوبر، الأمر الذي زاد خشية اللبنانيين من تداعيات هذا التصعيد وانعكاساته على لبنان.
يدرك اللبنانيون جيدًا أنّ بلدهم الذي يعاني بالأساس من سلسلة أزمات سياسية، اقتصادية، مالية واجتماعية لا يحتمل أي مغامرة جديدة اليوم، خصوصًا أنّه يمر ومنذ نحو 4 سنوات، بمصاعب أفقدته مقومات الصمود، وتحديداً لناحية تحمّل الكلفة الباهظة للحرب، وتأثير ذلك على عملته التي تدهور سعرها، من 1500 ليرة للدولار الواحد في تشرين الأول 2019 إلى نحو 90 ألف ليرة للدولار الواحد حالياً.
منذ بداية الأزمة كانت لافتة صرخة اللبنانيين من الطوائف كافة، رفضهم إقحام لبنان في حرب جديدة قد تقضي على ما تبقّى من معالم الدولة، وقد ترجمت هذه الصرخة بحملات انتشرت عبر لوحات إعلانية ضخمة في المناطق اللبنانية كافة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وعبر تطبيق الواتساب والتي حملت عنوان لبنان لا يريد الحرب.
ولم تعد الصرخة سياسية فقط وإنّما تحوّلت إلى حالة وطنيّة ومطلب لبناني بحت للضغط على حزب الله من أجل تجنيب لبنان كأس الحرب المحتملة، خصوصًا بعد التصريحات الإسرائيلية التي هددت بضرب العاصمة بيروت.
يطالب اللبنانيون اليوم الدولة بضرورة تحمّل مسؤولياتها تجاه ما يحدث في الجنوب، وأن يكون قرار الحرب والسلم مرتبطا بالجيش اللبناني وبقياداته وبالحكومة مجتمعةً. فلبنان الذي عانى ولا يزال من صراعات المنطقة، وتحمّل طوال الفترات الماضية انعكاسات نتائج هذه الصراعات على أرضه وشعبه واقتصاده يصرخ اليوم بضرورة تحييده عما يحصل في المنطقة، مع تأييده الكامل للقضية الفلسطينيّة، لذلك يطالب اللبنانيون اليوم الحزب ومن يقف خلفه أولاً بضرورة تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ 1701 و 1559، وإبعاد هذا البلد المنهك أصلا عن الصراعات الإقليمية.
أكثر ما يحتاجه لبنان اليوم هو الحياد الإيجابي، فلبنان الدولة ليس جاهزاً لأي حرب جديدة خصوصا في هذه المرحلة، لأن لبنان 2023 ليس كما كان في 2006 على الصعد كافة الداخلية والخارجية، وإقدام "حزب الله" على فتح الجبهة الجنوبية ستكون عواقبه كبيرة على لبنان وعلى جميع المستويات، وخصوصاً السلم الأهلي ووحدة الشعب الذي يرفض إقحامه بمعركة لا ينجو من تداعياتها.
المصدر : الشفافية نيوز