تستمر المنظومة الحاكمة في لبنان في سلوكها الخاطئ، المتمثل في منع نهوض الدولة بمؤسساتها وشعبها، والاستثمار في النفوذ المذهبي والطائفي واللادولة. وقد ظهر ذلك جلياً في الأزمة الحالية في قطاع غزة، حيث تهرب المنظومة من مواجهة الأزمة الداخلية بشتى ابعادها، لتضع رأسها في ركام غزة.


 

يتمثل هذا السلوك الخاطئ في عدة نقاط، منها:

-عدم انتخاب رئيس للجمهورية: وهو استمرار في الرهان على الفوضى، لا بل تربص بكل خيار انقاذي، من شأنه أن يلجم التدهور المستمر والمرشح للتفاقم داخليا.
-أسلوب التعامل الشخصي والحزبي مع مسألة الفراغ المرتقب والقريب في قيادة الجيش: وهو تعبير عن عدم الاستقرار السياسي، وضعف الدولة.
-إدارة الظهر حيال تحديات الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان: وهو تخل عن المسؤولية الدستورية والوطنية.
وقد وصف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دور "حزب الله" في الجنوب بأنه "يتعامل بمسؤولية وطنية عالية"، وهو موقف يعبر عن التنازل الكامل لـ"حزب الله" لعملية إدارة المواجهة جنوباً، والتهرب من الإدارة المطلوبة داخلياً.


إذًا, ليس المطلوب "إدارة الظهر" إلى غزة، بل الملح في سياق دعم غزة واهلها هو تحصين لبنان، لأن في قوته ومنعته قوة لغزة. وهذا لا يتحقق إلا بتقدم الدولة ومؤسساتها الصفوف، والالتزام بدور المؤسسة العسكرية، كحام أول للبنان، وادارة عناصر القوة المتنوعة في لبنان من قبل الدولة.


المصدر : الشفافية نيوز