في زمن الحرب والأزمة الاقتصادية، لم يكن ينقص الناس في منطقة النبطية إلا أن يغرقوا في مياه الأمطار. فقد تحولت الطرقات في المنطقة، من أنصار إلى الدوير وحاروف وكفررمان والنبطية وغيرها، إلى بحيرات، أغرقت السيارات وطافت المياه إلى داخل المنازل والمتاجر والمحال الصناعية.


وقد فضح الشتاء إهمال البلديات واتحاد بلديات الشقيف، بعدما غضّت الطرف عن تنظيف القنوات ومجاري الأمطار، بذرائع شحّ الموارد المالية، علماً أنّ الإيرادات التي تدخل صناديق البلديات هذه الفترة تعادل ثلاث وأربع مرّات الإيرادات التي كانت قبل الأزمة.

وتسببت الأمطار بغرق سيارات مواطنين وتجار والصناعيين، وغرق منازل ومحال تجارية، وتوقف حركة السير في العديد من المناطق.

كما اجتاحت المياه القسم السفلي في سوبرماركت في كفرّرمان، وطافت البضائع على المياه التي وصل منسوبها إلى متر تقريباً.

وتحول مستودع للأدوات الكهربائية إلى مسبح، إذ وصل مستوى المياه إلى 3 أمتار، وقد اجتاحته المياه للمرة الثانية، ومع ذلك لم تعمل البلدية على معالجة المشكلة التي تكمن في القنوات التي تفيض مع كل «شتوة».

وتأخر تحرك فرق البلديات لفتح المجاري، أكثر من ست ساعات مرّت حتى تحركت وبشكل خجول.

ويرى الباحث في مجال التنمية الإجتماعية والاقتصادية الدكتور رامي علّو أنّ أسباب غرق الطرقات «تعود إلى مسارب المياه. فهي إما غير فعّالة، وإما سوء التخطيط من دون أن يغفل تخاذل البلديات عن القيام بواجباتها، إضافة إلى تكدّس النفايات في الشوارع والساحات من أكياس النايلون وأكواب القهوة، وقناني المياه البلاستيكية، وكل ما يصل الى يد عامل في محل ميكانيك أو ملحمة أو ميني ماركت. جميعهم ساهموا في إقفال المجاري».

وأشار إلى أنّ خسائر المواطنين في منطقة النبطية كانت كبيرة، وفي معدّل زمني قصير نسبة لتساقط المياه التي كانت غزيرة جدّاً».

وشدّد على أنّ «الأزمة تربوية وأخلاقية في الدرجة الأولى، من حيث مسؤولية المواطن، وضعف عمل البلديات والتلكؤ عن مهامها قبيل موسم الشتاء».

وفي الخلاصة، فضحت «الشتوة الأولى» هشاشة جهوز البلديات والدولة لمواجهة أدنى العوامل الطبيعية، فكيف بالأحرى تجاه الكوارث والحروب؟


المصدر : الشفافية نيوز