دراسة حديثة تشير إلى أن تراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن خلال مرحلة منتصف العمر قد يرفع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة الدهون الحشوية مرتبطاً بارتفاع امتصاص بروتين «الأميلويد» في الدماغ، وهو بروتين يلعب دوراً في تطور المرض.


حذرت دراسة حديثة من أن تراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن خلال مرحلة منتصف العمر مرتبط بتطور مرض ألزهايمر.

وأوضح الباحثون، أن هذه الدهون المخفية في البطن مرتبطة بالتغيرات في الدماغ لمدة تصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة المبكرة لمرض ألزهايمر.

والدهون الحشوية هي الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية في عمق البطن. ووفقاً لجمعية ألزهايمر الأميركية، هناك أكثر من 6 ملايين أميركي يعيشون مع ألزهايمر، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع العدد هذا لما يقرب من 13 مليوناً. وهناك واحدة من كل 5 نساء وواحد من كل 10 رجال سيصابون بمرض ألزهايمر في حياتهم.

للوصول إلى النتائج، راقب الباحثون 54 مشاركاً يتمتعون بصحة معرفية جيدة، وتتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً.

وخضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ، لرصد مستويات بروتينَي «الأميلويد» و«تاو»، بالإضافة لقياسات مؤشر كتلة الجسم، ومستويات الغلوكوز والإنسولين في الدم.

و«الأميلويد» هو بروتين طبيعي موجود في الدماغ. ورغم ذلك، في مرض ألزهايمر، يتجمع هذا البروتين في شكل لويحات صفراء على خلايا الدماغ، ويُعتقد أن هذه اللويحات تضرّ بالخلايا العصبية وتؤدي لفقدان الذاكرة والوظائف المعرفية الأخرى.

أما بروتين «تاو»، فإنه يساعد في استقرار الأنابيب الدقيقة في الخلايا العصبية، لكن في مرض ألزهايمر، يتراكم هذا البروتين في شكل خيوط تمنع نقل المعلومات بين الخلايا العصبية وتؤدي لتلف الخلايا العصبية.

وقيس حجم الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في البطن، ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة الدهون الحشوية كان مرتبطاً بارتفاع امتصاص «الأميلويد» في منطقة بالدماغ معروفة بتأثرها مبكراً بألزهايمر. وكانت هذه العلاقة أسوأ عند الرجال منها عند النساء. ووجد الباحثون أيضاً أن قياسات الدهون الحشوية المرتفعة ترتبط بزيادة عبء الالتهاب في الدماغ.

من جانبه، قال الدكتور سايروس راجي الباحث الرئيسي للدراسة بكلية الطب في جامعة واشنطن، إن هذه النتائج لها العديد من الآثار الرئيسية للتشخيص والتدخل المبكر لمرض ألزهايمر. وأضاف: «تظهر الدراسة أن دهون البطن الحشوية يمكن أن تُحدث تغييرات في الدماغ بوقت مبكر من عمر الـ50، في المتوسط؛ أي ما يصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة المبكرة المرتبط بألزهايمر». وأشار إلى أن النتائج قد تشير إلى الدهون الحشوية كهدف علاجي للوقاية من خطر الإصابة بالتهاب الدماغ والخرف في المستقبل.

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تدعم فكرة أن دهون البطن الحشوية قد تكون عاملاً خطراً مستقلاً لمرض ألزهايمر. ويعتقدون أن هذه الدهون قد تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الدماغ، مما يؤدي إلى تراكم بروتينَي «الأميلويد» و«تاو».

وأضاف الباحثون أن المزيد من الدراسات ضرورية لتأكيد هذه النتائج وتحديد كيفية تأثير دهون البطن الحشوية على تطور مرض ألزهايمر.


المصدر : الشفافية نيوز