تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقريرها الأخير الضغوط المتزايدة التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل، حثها على السماح بتأسيس مناطق آمنة في جنوب قطاع غزة. يهدف هذا الضغط إلى تقليل الخسائر المدنية خلال النزاع مع حركة حماس. يتبنى الرئيس الأميركي، جو بايدن، استراتيجية تعزيز الهدنة المقبلة لتحقيق تحسينات إنسانية وتوفير مساعدات ضرورية، في وقت يستمر الحديث عن تمديد الهدنة إذا ما انفذت حماس التزامها بالإفراج عن المختطفين.


أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الولايات المتحدة تمارس ضغطًا على إسرائيل للسماح بتأسيس مناطق آمنة في جنوب قطاع غزة بهدف تقليل الخسائر بين المدنيين خلال الحرب ضد حركة حماس.

وبدأ المسؤولون الأميركيون والأمم المتحدة حملة لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالسماح بتأسيس مناطق آمنة في الجنوب، وهذه المناطق، من حيث المبدأ، ستكون "أحياء غير متضررة نسبيا من الضربات حتى الآن وستكون محمية من هجمات مستقبلية" وفقًا لمسؤولين أميركيين لم يكشفوا عن هوياتهم.

وأكد مسؤول أميركي أن المبعوث الخاص للمساعدات الإنسانية، ديفيد ساترفيلد، يتفاوض مع المسؤولين الإسرائيليين حول هذه المناطق الآمنة، بهدف الحصول على وقف لإطلاق النار لمدة 4 أيام، لتوفير فرصة كافية للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل.

ويسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، للاستفادة من الهدنة المقررة للإعلان عنها قريبًا، لدفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات أكبر للتقليل من الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك السماح بدخول المزيد من المساعدات الطبية وزيادة كميات الوقود.

ويقوم مسؤولون أميركيون وقطريون بضغط على نظرائهم الإسرائيليين للنظر في تمديد الهدنة إذا قامت حماس بالتزام إطلاق سراح المزيد من المختطفين، وهم يفوقون خمسين رهينة وعدت حماس بالإفراج عنهم.

وكانت قطر، التي توسطت مع مصر والولايات المتحدة في التوصل إلى هذا الاتفاق، قد أعلنت عن "هدنة إنسانية" تفرج خلالها حماس عن 50 امرأة وطفلاً، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل.

وأعلنت قطر أن موعد بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيكون خلال ساعات.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن خطة تنفيذ الاتفاق تسير بشكل إيجابي، وأشار إلى أن الهدنة ستستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد.

وكانت حركة حماس وفصائل أخرى اختطفت 240 شخصًا واحتجزتهم رهائن في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في أكتوبر. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل، بينهم مدنيون، وردت إسرائيل بقصف مدمر على قطاع غزة، أسفر عن مقتل 14128 شخصًا، غالبيتهم مدنيون، وتفرض إسرائيل "حصارًا مطبقًا" على القطاع.

يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق إزاء الهجوم المتوقع على جنوب غزة، حيث انتقل العديد من سكان القطاع إلى هناك بحثًا عن مأوى. وأكدوا أن هذا الهجوم قد يزيد من عزلة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، بما في ذلك جيرانها العرب.

أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن القلق بشأن الهجوم المحتمل في جنوب غزة، وحثت إ

سرائيل على عدم بدء مزيد من الأنشطة في هذا المنطقة حتى يتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية السكان المدنيين.

وأشار متحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أهمية ضمان حماية الأشخاص الذين انتقلوا إلى جنوب قطاع غزة قبل أي هجوم عسكري.

وتقوم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتخصيص مساعدات إنسانية لتوجيهها إلى غزة بمجرد توقف القتال خلال الهدنة. وتشمل هذه المساعدات توفير الوقود لتوليد الكهرباء وضخ مياه الصرف الصحي وتوفير إمدادات طبية وغذائية.

وبناءً على طلب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وافقت إسرائيل على السماح بدخول كميات إضافية من الوقود إلى غزة يوميًا.

ووفقًا لاتفاق الهدنة، ستتيح إسرائيل دخول 200 شاحنة يوميًا إلى غزة، تحمل مساعدات طبية وغذائية. وترى الولايات المتحدة أن الكميات الحالية غير كافية وتضغط على إسرائيل للسماح بدخول كميات أكبر.

 


المصدر : الشفافية نيوز