تباينت آراء سكان قطاع غزة حيال الهدنة المتفق عليها بين إسرائيل وحماس، حيث يشعرون بالفرح لوقف المواجهات ولكن يظل القلق يسود نفوسهم بسبب الفترة الزمنية القصيرة للهدنة. يتجسد هذا القلق في عدم كفاية الفترة لتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الحياة إلى طبيعتها. رغم الترحيب بالاتفاق، يظهر قلق بشأن استمرار الحرب بعد انتهاء المهلة.


حتى الآن، لم يتضح موعد بدء تنفيذ الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس. وعلى الرغم من إعلان وقف القتال لمدة 4 أيام، فإن بعض سكان قطاع غزة النازحين في الجنوب يشعرون بـ"الخوف من المستقبل غير المعلوم" بعد انتهاء هذه الفترة.

تحدث بعض سكان غزة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية عن آرائهم حول الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر. وتجدر الإشارة إلى أن النزاع بين إسرائيل وحماس نشب عقب هجوم مفاجئ قامت به حماس على مواقع في إسرائيل، مما أدى إلى حدوث أزيد من 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين.

وعلى مدار الفترة اللاحقة، قامت إسرائيل بقصف مكثف لقطاع غزة، وارتكبت عمليات برية، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 14 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال. وفي إطار التوترات الحالية، صوتت الحكومة الإسرائيلية لصالح اتفاق مع حماس يتضمن إطلاق سراح المختطفين مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

رغم الترحيب بالهدنة المعلن عنها، يعبر بعض سكان غزة عن قلقهم إزاء الفترة الزمنية القصيرة للهدنة، حيث يعتبرون أنها لا تكفي لتقديم الإغاثة اللازمة وإعادة الحياة إلى طبيعتها. يعبر أحد المواطنين، رائد لافي، عن فرحه بالهدنة ولكنه يشير إلى أن الفترة الزمنية قصيرة جدًا لتقييم الأضرار واقناع الأطفال بأنهم في أمان.

وفي هذا السياق، أكدت قطر وإسرائيل التوصل إلى اتفاق بشأن "هدنة إنسانية" لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، تتضمن إطلاق سراح نساء وأطفال من قبضة حماس والإفراج عن معتقلين فلسطينيين. ورغم أن الخارجية القطرية أشارت إلى أن موعد بدء الهدنة سيتم الكشف عنه في الساعات المقبلة، فإن هناك تأكيدات إسرائيلية بأن الهدنة لن تبدأ قبل الجمعة.

وفيما يرحب البعض بالهدنة، يشير الأمين العام للمركز النرويجي للاجئين إلى أنها "مرحب بها ولكنها ليست كافية"، مع التأكيد على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة خلال هذه الفترة القصيرة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتأثيراته الكارثية على المنطقة.


المصدر : الشفافية نيور