في حادثة مأساوية، قضى الشاب السوري إبراهيم عبد الله في انهيار مبنى سكني قديم فيما نجا باقي أفراد عائلته من الموت بأعجوبة. فإنهيار المبنى السكني أعاد تسليط الأضواء على أزمة المباني المتصدّعة والآيلة للسقوط في صيدا القديمة، حيث تعاني المدينة من مشكلة مزمنة في هذا المجال.


وتقول أوساط صيداوية إن الأزمة تفاقمت مع الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا والهزّات الارتدادية على لبنان في بداية شهر شباط من العام الماضي.

وبحسب رئيس الدائرة الهندسية في بلدية صيدا المهندس زياد حكواتي، فإن ترميم المنازل المتصدّعة «يقع على عاتق المالك وفق القانون وليس على أي جهة رسمية، والبلدية كونها سلطة محلية تجري كشفاً وتبلّغ أصحابها بضرورة صيانتها وترميمها أو إخلائها من قاطنيها أو تقوم بهدمها على نفقته».

ولكن المشكلة تكمن في أنّ أصحاب المنازل القديمة باتت متعدّدة الملكية بالوراثة، وبالتالي فإن الملكية أصبحت مشتركة وفق الأسهم ما يمنع الاندفاع أو التشجيع لترميمها أو صيانتها.

 

ورغم أن بلدية صيدا أجرت كشفاً شاملاً على المنازل في صيدا القديمة منذ العام 2012، إلا أن الجهود الرامية إلى ترميمها لا تزال محدودة، حيث تقدّر الكلفة بنحو 20 مليون دولار أميركي، وهو غير متوفر حتى الآن.

وفي ظل الأزمة المعيشية وتراجع دور الدولة ومؤسساتها نتيجة الانهيار المالي منذ سنوات، نشطت مؤسسات المجتمع الأهلي والمحلي في المدينة لملء الفراغ، وخاصة عند حدوث طارئ أو مشكلة.

ولكن هذه الجهود لا تكفي لتغطية حاجة المدينة، حيث لا تزال المباني المتصدّعة تشكل خطراً على حياة السكان، خاصة في ظل استمرار الانهيارات التي تحدث بين الحين والآخر.


المصدر : الشفافية نيوز