لطالما عُرف السودان بأراضيه الخصبة الشاسعة، التي كانت مصدراً رئيسياً للأمن الغذائي للبلاد والمنطقة. لكن الحرب الأهلية، أدت إلى تدهور الوضع الغذائي في السودان، وتهديد مستقبل القطاع الزراعي.


 

ساهمت قلة الأمطار والمدخلات الزراعية (أسمدة وتقاوي) في تدني الإنتاجية المتوقعة من الذرة والفول السوداني، وهما من أبرز المحاصيل في الموسم الصيفي. وقال مزارعون إن الموسم الشتوي بدأ ناقصا من حيث التقاوي، إذ تسلم المزارعون 50% فقط من تقاوي القمح، من دون أسمدة مثل (اليوريا وسوبر فوسفات).

 

وأدت الخصخصة التي شهدها مشروع الجزيرة، أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، إلى تدهوره بشكل غير طبيعي. وتراجعت البنية التحتية للمشروع، ما يعني أنه يحتاج إلى إعادة ترميم ليعود إلى سيرته الأولى.

 

ومع تصاعد نيران الحرب، عاد الهاربون من المدن الكبيرة إلى قراهم وبلداتهم الصغيرة للاحتماء، لكن عودتهم كانت بلا شيء يعينهم على مواصلة الحياة. فالخدمات الحيوية في القرى ضعيفة للغاية، والمشاريع الزراعية المُنتجة انهارت بسبب التردي المستمر، ما أدى إلى تفاقم المعاناة.

 

يقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن النزاع في السودان أدى إلى تفاقم آفاق التنمية البشرية المتردية بالفعل في البلاد، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح البشرية وسبل العيش والبنية التحتية العامة والخدمات الأساسية.

واعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني، نزح ما يقرب من 5 ملايين شخص داخليا، وعبر 1.3 مليون آخرين الحدود بحثا عن الأمان. كما يواجه 20 مليون شخص الجوع، مع وجود أكثر من 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة.

 

يدعو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة في السودان، وحماية كرامة الناس وإرساء الأساس لمسار التعافي.


المصدر : الشفافية نيوز