تشهد سوريا انتشارًا واسعًا لظاهرة القمار بين الشباب، حيث يلجأ الكثير منهم إلى المراهنة على نتائج المباريات الرياضية أو غيرها من الأحداث عبر الإنترنت.


يعتمد القمار على الحظ بشكل أساسي، حيث يراهن اللاعب على نتيجة معينة ويحصل على ربح إذا تحققت، أو يخسر أمواله إذا لم تتحقق.

وتتنوع أشكال القمار التي يمارسها الشباب السوري عبر الإنترنت، حيث تشمل المراهنة على نتائج المباريات الرياضية، مثل كرة القدم وكرة السلة والتنس، بالإضافة إلى المراهنة على نتائج الانتخابات والأحداث السياسية الأخرى، وكذلك المراهنة على ألعاب الحظ مثل الروليت والبلاك جاك.

يسمّي المقامرون تلك الرهانات بـ"الضربات"، فيمكن للمقامر مثلاً أن يراهن على تسجيل واحد من الفريقين الكرويين المتنافسين أكثر من 3 أهداف في شوط واحد، أو أن يكون هناك أكثر من 6 ركنيات في المباراة، أو ضربة جزاء في الشوط الثاني، أو زائد 3 بطاقات صفراء، أو طرد لاعب في الدقائق الأخيرة، أو دخول الفريق الطبي مرتين الى أرض الملعب، وجملة احتمالات لا متناهية، وكلّما ازدادت مخاطرة "الضربة" تبعاً للحظ يزيد رقم الربح لـ"الضارب".

بدأ انتشار ظاهرة المراهنات في سوريا في العام 2014، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة بين الشباب، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.

ويعتمد انتشار ظاهرة المراهنات على مجموعة من العوامل خيث يمكن للمراهنين الوصول إلى مواقع المراهنات عبر الإنترنت من أي مكان في العالم.

كما تعتمد مواقع المراهنات على أساليب تسويق جذابة لجذب اللاعبين، مثل تقديم مكافآت مالية كبيرة.

و يمكن أن يؤدي المقامرة إلى الإدمان، حيث يجد اللاعب صعوبة في التوقف عن اللعب حتى لو كان يخسر باستمرار.

 

تؤدي ظاهرة المراهنات إلى مجموعة من الآثار السلبية على الشباب السوري حيث يمكن أن يؤدي المقامرة إلى خسائر مالية كبيرة لللاعبين، خاصة أولئك الذين لا يتمتعون بالخبرة في اللعب. ويمكن أن تؤدي ظاهرة المراهنات إلى مشاكل اجتماعية، مثل التفكك الأسري وزيادة معدلات الجريمة.

بالاضافة الى زيادة المشاكل الصحية، مثل الإدمان والاضطرابات النفسية.

 

تحتاج ظاهرة المراهنات إلى معالجة شاملة من قبل الجهات المعنية، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها التوعية بمخاطر المقامرة وتعريفهم بالآثار السلبية التي يمكن أن تؤدي إليها. كما يجب سن قوانين صارمة لمكافحة ظاهرة المراهنات، وفرض العقوبات على المخالفين. ويجب توفير البدائل الصحية للشباب للتخلص من التوتر والقلق، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات الممتعة.


المصدر : الشفافية نيوز